اقوال ابن القيم عن الصداقة

اقوال ابن القيم عن الصداقة

مقدّمة:

الصّداقة من أسمى العلاقات الإنسانية، وهي رباط وثيق يجمع بين شخصين أو أكثر، مبني على المحبّة والتقدير والاحترام المتبادل. وقد حظيت الصّداقة باهتمام كبير من المفكّرين والحكماء على مرّ العصور، وقد أُلّفت عنها الكتب والدّراسات العديدة. ومن بين هؤلاء المفكّرين الذين تناولوا موضوع الصّداقة، العالِم والمحدّث والمفكّر الإسلامي ابن القيم الجوزية. وقد خصّص ابن القيم فصلاً كاملاً في كتابه “روضة المحبين ونزهة المشتاقين” للحديث عن الصّداقة، ذكر فيه أهميتها وشروطها وآدابها.

1. أهمية الصداقة:

يؤكّد ابن القيم على أهمية الصّداقة في حياة الإنسان، ويعدّها من أعظم النّعم التي أنعم الله بها على عباده. ويقول في هذا الصدد: “الصّداقة نعمة عظيمة، وهي من أعظم النّعم التي أنعم الله بها على عباده، وهي من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة”. ويضيف ابن القيم قائلاً: “الصّداقة كنز ثمين، وهي بمثابة شجرة طيّبة مثمرة، كلّما ازدادت عنايتها ازدادت ثمارها”.

2. شروط الصداقة:

يرى ابن القيم أن للصداقة شروطاً لابد من توافرها حتى تكون صداقة حقيقية. ومن أهم هذه الشروط:

– أن تكون مبنيّة على المحبّة والتقدير والاحترام المتبادل.

– أن تكون خالية من المصلحة الشخصية والأنانية.

– أن تكون مبنيّة على الثقة والصدق والإخلاص.

– أن تكون متكافئة، أي أن يكون الطرفان متشابهين في المستوى الفكري والاجتماعي والاقتصادي.

– أن تكون مبنيّة على الإيجابية والتفاؤل، وأن تكون مصدراً للسعادة والسرور.

3. آداب الصداقة:

يحدّد ابن القيم مجموعة من الآداب التي يجب أن يتحلى بها الصديقان حتى تدوم صداقتهما وتزداد متانةً. ومن أهم هذه الآداب:

– أن يكون الصديقان صادقين مع بعضهما البعض، وألا يكتم أحدهما عن الآخر شيئاً.

– أن يكون الصديقان متسامحين مع بعضهما البعض، وأن يتغاضى كل منهما عن أخطاء الآخر.

– أن يكون الصديقان داعمين لبعضهما البعض، وأن يقف كل منهما إلى جانب الآخر في السراء والضراء.

– أن يكون الصديقان أمينين على أسرار بعضهما البعض، وألا يفشي أحدهما سر الآخر.

– أن يكون الصديقان ناصحين لبعضهما البعض، وأن يتمنى كل منهما الخير للآخر.

4. آثار الصداقة:

للصداقة آثار إيجابية كثيرة على حياة الإنسان، ومن أهم هذه الآثار:

– تساعد الصداقة على التغلب على الصعوبات والتحديات التي يواجهها الإنسان في حياته.

– تساعد الصداقة على تقوية الشخصية وتنمية الثقة بالنفس.

– تساعد الصداقة على تحسين الصحة النفسية للإنسان، وتجعله أكثر سعادة وراحة.

– تساعد الصداقة على إطالة عمر الإنسان، وتجعله يعيش حياة أطول وأكثر صحة.

5. أنواع الصداقة:

يقسّم ابن القيم الصداقة إلى عدة أنواع، ومن أهم هذه الأنواع:

– صداقة المحبّة: وهي الصداقة التي تقوم على المحبّة والتقدير والاحترام المتبادل.

– صداقة المصلحة: وهي الصداقة التي تقوم على المصلحة الشخصية والأنانية.

– صداقة العادة: وهي الصداقة التي تقوم على العادة والتكرار.

– صداقة القرابة: وهي الصداقة التي تقوم على صلة القرابة بين الصديقين.

6. الصداقة في الإسلام:

يحثّ الإسلام على الصداقة، ويعتبرها من أعظم القيم الإنسانية. وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على الصداقة، وقال: “الصاحب ساحب، فلينظر أحدكم من يصاحب”. كما حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على الوفاء في الصداقة، وقال: “خير الناس من نفع الناس، وخير الصحبة من صفا لك في السر والعلانية”.

7. خاتمة:

الصداقة من أعظم النّعم التي أنعم الله بها على عباده، وهي من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة. وللصداقة شروط وآداب وحدود، ولها آثار إيجابية كثيرة على حياة الإنسان. وقد حثّ الإسلام على الصداقة، وأعتبرها من أعظم القيم الإنسانية.

أضف تعليق