اقوال الامام علي عن الظلم

اقوال الامام علي عن الظلم

مقدمة

الظلم من أبشع الصفات البشرية، وهو من صفات الجبابرة والطغاة، وهو من أكبر الكبائر التي حرمها الله تعالى، وتوعد مرتكبيها بأشد العذاب، وقد حثنا على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحذرنا من الظلم بأحاديث كثيرة، وكذلك أخبرنا أن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأنه سبب هلاك أصحابه في الدنيا والآخرة، ولم يقتصر تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم على الظلم الواقع على الأفراد، بل حذر من ظلم الراعي لرعيته، ومن ظلم الحاكم لشعبه، ومن ظلم القاضي لمن يحكم بينهم، ومن ظلم الزوج لزوجته، ومن ظلم الوالدين لأولادهم، ومن ظلم الأبناء لوالديهم، ومن ظلم الأخوة لبعضهم البعض، ومن ظلم الجيران لبعضهم البعض، ومن ظلم الأصدقاء لبعضهم البعض، ومن ظلم الأغنياء للفقراء، ومن ظلم الأقوياء للضعفاء، ومن ظلم العلماء للجهلاء، ومن ظلم الأسياد للعبيد، ومن ظلم الرجال للنساء، ومن ظلم النساء للرجال.

1. الظلم في الإسلام

الظلم هو التعدي على حقوق الآخرين، والاعتداء عليهم، والإضرار بهم، والظلم من خصال المنافقين، وهو من صفات المجرمين، وهو من أقبح الصفات البشرية، وقد حذرنا الله تعالى من الظلم في كثير من الآيات، وتوعد مرتكبيها بأشد العذاب، فقد قال تعالى: ﴿ لا تَظْلِمُوا وَلَا تُظْلَمُوا ﴾ (يونس: 58)، وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ (الشورى: 42)، وقال تعالى: ﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ﴾ (الأعراف: 8-9).

2. الظلم الواقع على الأفراد

الظلم الواقع على الأفراد هو من أقبح أنواع الظلم، وهو من الكبائر التي حرمها الله تعالى، وتوعد مرتكبيها بأشد العذاب، فقد قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴾ (الفرقان: 19)، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الظلم الواقع على الأفراد، فقال: “اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة”، وقال: “لا يظلم عبد عبدًا إلا كان عليه كفل من ظلمه يوم القيامة”، وقال: “من ظلم مسلمًا في عرضه أو ماله، فإنما يحمله على ظهره يوم القيامة”.

3. الظلم الواقع على الراعي لرعيته

الظلم الواقع على الراعي لرعيته هو من أقبح أنواع الظلم، وهو من الكبائر التي حرمها الله تعالى، وتوعد مرتكبيها بأشد العذاب، فقد قال تعالى: ﴿ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَا فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُبْدُوهُ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ ﴾ (الأنعام: 18)، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الظلم الواقع على الراعي لرعيته، فقال: “ما من أمير يظلم رعيته إلا لم يدخل الجنة”، وقال: “من ولى أمر المسلمين، فظلمهم، وخانهم، وأكل أموالهم بغير حق، لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان”، وقال: “ثلاثة لا تنام أعينهم حتى يدخلوا النار: إمام جائر، ورجل يطلب الدنيا بعمل الآخرة، ورجل يحمل القرآن لا يعمل به”.

4. الظلم الواقع على الحاكم لشعبه

الظلم الواقع على الحاكم لشعبه هو من أقبح أنواع الظلم، وهو من الكبائر التي حرمها الله تعالى، وتوعد مرتكبيها بأشد العذاب، فقد قال تعالى: ﴿ وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ (إبراهيم: 42)، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الظلم الواقع على الحاكم لشعبه، فقال: “إن الظلم ثلاثة: ظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره الله، وظلم لا يدعه الله، فأما الظلم الذي لا يغفره الله، فالشرك بالله، وأما الظلم الذي يغفره الله، فظلم العباد فيما بينهم، وأما الظلم الذي لا يدعه الله، فظلم الولاة للرعية”.

5. الظلم الواقع على القاضي لمن يحكم بينهم

الظلم الواقع على القاضي لمن يحكم بينهم هو من أقبح أنواع الظلم، وهو من الكبائر التي حرمها الله تعالى، وتوعد مرتكبيها بأشد العذاب، فقد قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ (آل عمران: 21)، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الظلم الواقع على القاضي لمن يحكم بينهم، فقال: “القضاة ثلاثة: قاضيان في النار، وقاض في الجنة، فأما اللذان في النار، فرجل قضى بغير علم، فرضي بذلك المتقاضيان، فهو في النار، ورجل قضى بغير علم، فسخط بذلك المتقاضيان، فهو في النار، وأما الذي في الجنة، فرجل قضى بعلم، فرضي بذلك المتقاضيان، فهو في الجنة”.

6. الظلم الواقع على الزوج لزوجته

الظلم الواقع على الزوج لزوجته هو من أقبح أنواع الظلم، وهو من الكبائر التي حرمها الله تعالى، وتوعد مرتكبيها بأشد العذاب، فقد قال تعالى: ﴿ حُقِّقُوا الشَّهَادَةَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِكُمْ أَوِ الْمَمْلُوكَاتِ لِأَيْمَانِكُمْ ﴾ (النور: 6)، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الظلم الواقع على الزوج لزوجته، فقال: “اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن حق ولهن عليكم حق، فأما حقكم عليهن، فلا يوطئن فرشكم غ

أضف تعليق