الاستغفار والرزق
مقدمة:
الاستغفار من أهم العبادات التي حثنا عليها الإسلام، وهو مفتاح للخير والرزق، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الآيات والأحاديث التي تبين فضل الاستغفار وأثره العظيم في جلب الرزق، فمن استغفر الله العظيم كثرت حسناته وأعطاه الرزق من حيث لا يحتسب.
1. فضل الاستغفار:
الاستغفار عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله عز وجل، ومن فضائل الاستغفار ما يلي:
– كسب محبة الله تعالى: قال الله تعالى: “وأنتم يا معشر الجِنِّ والإِنسِ أَلَمْ يأتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُم يَقصُّونَ عليكم آياتِي ويُنذِرونَكُم لِقاء يَومِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جاءَتْنَا بَصَائِرُ فَكَفَرْنَا فَذَاقُواْ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ” (سورة الأنعام، الآية: 130).
– نزول المغفرة والرحمة: قال الله تعالى: “وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ” (سورة الأنفال، الآية: 33).
– استجابة الدعاء: قال الله تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ” (سورة غافر، الآية: 60).
2. الاستغفار والرزق:
الاستغفار له أثر عظيم في جلب الرزق، ومن الآيات والأحاديث الدالة على ذلك:
– قال الله تعالى: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا” (سورة نوح، الآيتان: 10-12).
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب” (رواه ابن ماجه).
3. أسباب قلة الرزق:
هناك أسباب عديدة تؤدي إلى قلة الرزق، منها:
– الذنوب والمعاصي: قال الله تعالى: “وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ” (سورة الشورى، الآية: 30).
– قطع الرحم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم، فإنكم تدعون في وقت استجابة، ولعل بعضكم يوافق دعوته” (رواه أبو داود).
– الحسد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحسد يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب” (رواه أبو داود).
4. آثار الاستغفار على النفس والمال:
الاستغفار له آثار إيجابية كثيرة على النفس والمال، منها:
– زيادة الإيمان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة، والبسمة في وجه أخيك صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، وأن تأمر بالمعروف وتهي عن المنكر صدقة” (رواه البخاري).
– الشعور بالراحة النفسية: قال الله تعالى: “الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (سورة الرعد، الآية: 28).
– زيادة المال والرزق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب” (رواه ابن ماجه).
5. آداب الاستغفار:
هناك آداب ينبغي مراعاتها عند الاستغفار، منها:
– الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الاستغفار خالصًا لوجه الله تعالى، لا يريد به سمعة ولا رياء.
– الندم على الذنوب والعزم على عدم العودة إليها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له” (رواه ابن ماجه).
– الدعاء والتضرع إلى الله تعالى: ينبغي للمستغفر أن يدعو الله تعالى ويتضرع إليه أن يغفر له ذنوبه ويرزقه من حيث لا يحتسب.
6. الاستغفار الجماعي:
الاستغفار الجماعي له أثر عظيم في جلب الرزق ودفع البلاء، وقد ورد في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله تعالى مع أصحابه في أوقات معينة، ومن ذلك:
– بعد صلاة الفجر: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر الله تعالى مائة مرة بعد صلاة الفجر.
– بعد صلاة المغرب: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر الله تعالى سبعين مرة بعد صلاة المغرب.
7. الاستغفار في أوقات الشدة:
ينبغي للمسلم أن يكثر من الاستغفار في أوقات الشدة والضيق، فذلك فرج الهموم وكشف الكروب، ومن ذلك:
– عند نزول المصائب والشدائد: قال الله تعالى: “ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا” (سورة النساء، الآية: 110).
– عند المرض: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: “أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه” غفر له وإن كان قد فر من الزحف” (رواه النسائي).
الخاتمة:
الاستغفار من أهم العبادات التي حثنا عليها الإسلام، وهو مفتاح للخير والرزق، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الآيات والأحاديث التي تبين فضل الاستغفار وأثره العظيم في جلب الرزق، فمن استغفر الله العظيم كثرت حسناته وأعطاه الرزق من حيث لا يحتسب.