الالتجاء الى الله

الالتجاء الى الله

مقدمة

الالتجاء إلى الله هو طلب اللجوء والعون والحماية من الله تعالى، وهو من أعظم العبادات وأسمى درجات التقوى والإيمان. وقد أمر الله تعالى عباده باللجوء إليه في كل أمورهم، وأخبرهم أنه هو الملاذ الوحيد لهم في الدنيا والآخرة.

اللجوء إلى الله من شرور الدنيا والآخرة

الدنيا دار ابتلاء وفتنة، فيها الكثير من الشرور والآفات التي قد تصيب الإنسان في نفسه أو ماله أو أهله، وقد أمر الله تعالى عباده باللجوء إليه والاعتصام به لتجنب هذه الشرور والآفات، قال تعالى: {وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ} [الشورى: 48].

أما الآخرة فهي دار البقاء والجزاء، وهي التي سيحاسب فيها الإنسان على أعماله في الدنيا، وقد أمر الله تعالى عباده باللجوء إليه والاعتصام به ليتمكنوا من النجاة من عذاب الآخرة والفوز برضوانه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا يُجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان: 33].

اللجوء إلى الله في الشدائد والمحن

الشدة هي ما يصيب الإنسان من أمر يكرهه ويحزنه، والمحنة هي ما يختبر به الإنسان من أمر صعب، وقد أمر الله تعالى عباده باللجوء إليه عند حلول الشدائد والمحن، قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 49].

وقد ضرب الله تعالى لنا في القرآن الكريم أمثلة كثيرة على عباده الذين التجأوا إليه في الشدائد والمحن، ومن ذلك قصة نوح عليه السلام عندما أغرق الله تعالى الكافرين بالطوفان، وقصة إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار، وقصة موسى عليه السلام عندما فر من فرعون وجنوده.

اللجوء إلى الله في الرخاء والنعيم

الرغاء هو ما يصيب الإنسان من أمر يحبه ويسره، والنعيم هو ما يتمتع به الإنسان من خير الدنيا، وقد أمر الله تعالى عباده باللجوء إليه عند حلول الرخاء والنعيم، قال تعالى: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا} [الإسراء: 83].

وقد ضرب الله تعالى لنا في القرآن الكريم أمثلة كثيرة على عباده الذين التجأوا إليه في الرخاء والنعيم، ومن ذلك قصة سليمان عليه السلام عندما أعطاه الله تعالى ملكًا عظيمًا، وقصة لقمان الحكيم عندما علمه الله تعالى الحكمة، وقصة أيوب عليه السلام عندما ابتلاه الله تعالى بالمرض والفقر.

اللجوء إلى الله في الأمور الدنيوية والأخروية

الأمور الدنيوية هي الأمور التي تتعلق بحياة الإنسان في الدنيا، والأمور الأخروية هي الأمور التي تتعلق بحياة الإنسان في الآخرة، وقد أمر الله تعالى عباده باللجوء إليه في كل أمورهم الدنيوية والأخروية، قال تعالى: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [الشورى: 53].

وقد ضرب الله تعالى لنا في القرآن الكريم أمثلة كثيرة على عباده الذين التجأوا إليه في أمورهم الدنيوية والأخروية، ومن ذلك قصة يوسف عليه السلام عندما التجأ إلى الله تعالى عندما ألقاه إخوته في البئر، وقصة موسى عليه السلام عندما التجأ إلى الله تعالى عندما فر من فرعون وجنوده، وقصة مريم عليها السلام عندما التجأت إلى الله تعالى عندما حملت بعيسى عليه السلام.

آثار اللجوء إلى الله

اللجوء إلى الله له العديد من الآثار الإيجابية على الإنسان، ومن ذلك:

الطمأنينة والسكينة: اللجوء إلى الله تعالى يمنح الإنسان الطمأنينة والسكينة في قلبه، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

النجاة من الشدائد والمحن: اللجوء إلى الله تعالى ينجي الإنسان من الشدائد والمحن، قال تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 3].

الفوز برضا الله تعالى: اللجوء إلى الله تعالى يجعل الإنسان يفوز برضا الله تعالى، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 5].

كيف نلجأ إلى الله تعالى؟

هناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها اللجوء إلى الله تعالى، ومن ذلك:

الدعاء والتضرع: الدعاء هو من أفضل العبادات وأسمى درجات اللجوء إلى الله تعالى، وقد أمر الله تعالى عباده بالدعاء إليه في كل أمورهم، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].

الذكر والاستغفار: الذكر والاستغفار من أفضل العبادات التي تقرب العبد إلى الله تعالى، وقد أمر الله تعالى عباده بالذكر والاستغفار في كل حين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41-42].

التوكل على الله تعالى: التوكل على الله تعالى هو من أركان الإيمان، وهو من أفضل العبادات التي تقرب العبد إلى الله تعالى، وقد أمر الله تعالى عباده بالتوكل عليه في كل أمورهم، قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [المائدة: 23].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *