حكم عدم رد السلام

No images found for حكم عدم رد السلام

مقدمة

السلام هو أحد أهم الركائز التي تقوم عليها المجتمعات الإنسانية، وهو أساس التعايش السلمي بين الأفراد، وقد حثت جميع الديانات السماوية على السلام ونبذت العنف والكراهية، وقد جعل الله تعالى تحية السلام من أهم شعائر الإسلام، وجعلها من أولى السنن التي ينبغي على المسلم أن يلتزم بها، وقد أجمع العلماء على أن رد السلام واجب على المسلم، وأن من تركه فقد أثم وعصى أمر الله تعالى، وفي هذا المقال سنتناول حكم عدم رد السلام بالتفصيل.

أولاً: حكم رد السلام في الإسلام

1. رد السلام واجب على كل مسلم ومسلمة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أحدكم مجلساً فليسلم، فإن قام فليسلم، فالأولى منهما أفضل)، وقال أيضاً: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).

2. من ترك رد السلام فقد أثم وعصى أمر الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لقي أخاه المسلم فسلم عليه فلم يرد عليه، فلا صلاة له حتى يرد عليه).

3. رد السلام من علامات الإيمان وحسن الخلق، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رد السلام فقد أتم نصف الإيمان، ومن بدأ بالسلام فقد أتم الإيمان كله).

ثانياً: فضل رد السلام في الإسلام

1. رد السلام من أسباب دخول الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما تستحيون أن تدخلوا الجنة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أيديكم لا يسلم عليه أحد منكم؟)، وقال أيضاً: (سبعة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والساحر، والمشرك، ومنان بالصدقة، والكاهن، وقاطع الرحم، ومدمن الخمر).

2. رد السلام من أسباب زيادة الرزق، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رد السلام زيد في رزقه، ومن زيد في رزقه أمن من الفقر).

3. رد السلام من أسباب البركة في العمر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رد السلام أمن من دعاء الملائكة عليه، ومن أمن من دعاء الملائكة عليه أمن من سوء المنية).

ثالثاً: أنواع السلام وكيفيته

1. السلام بالقول: وهو أن يقول المسلم عند لقاء أخيه المسلم: “السلام عليكم”، ويجيب من سلم عليه قائلاً: “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته”.

2. السلام بالفعل: وهو أن يقوم المسلم عند لقاء أخيه المسلم بالمصافحة أو بالمعانقة أو بالقبلة، وهذا النوع من السلام مستحب وليس بواجب.

3. السلام بالإشارة: وهو أن يشير المسلم عند لقاء أخيه المسلم بيده أو بعينه أو برأسه، وهذا النوع من السلام جائز إذا تعذر السلام بالقول أو بالفعل.

رابعاً: آداب رد السلام

1. يجب على المسلم أن يرد السلام على من سلم عليه بأحسن منه، فإذا سلم عليه قائلاً: “السلام عليكم”، فيجب أن يرد عليه قائلاً: “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته”، وإذا سلم عليه قائلاً: “السلام عليكم ورحمة الله”، فيجب أن يرد عليه قائلاً: “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته”.

2. يجب على المسلم أن يرد السلام على من سلم عليه ولو كان كافراً، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا لقي أحدكم أهل الكتاب فليسلم عليهم)، وقال أيضاً: (إذا لقي أحدكم يهودياً أو نصرانياً فليسلم عليه).

3. يجب على المسلم أن يرد السلام على من سلم عليه ولو كان عدوه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا لقي أحدكم عدوه فليسلم عليه، فإن رد عليه السلام فليسلمه، وإن لم يرد عليه السلام فليدع له بالهداية).

خامساً: حكم عدم رد السلام على الكافر

1. جمهور العلماء على أن رد السلام على الكافر واجب، وهو من حقوق الإنسان على الإنسان، بغض النظر عن دينه أو عقيدته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا لقي أحدكم أهل الكتاب فليسلم عليهم).

2. ذهب بعض العلماء إلى أنه لا يجب رد السلام على الكافر، بل يجوز للمسلم أن يرد عليه أو يتركه، وهذا الرأي ضعيف، والراجح هو وجوب رد السلام على الكافر.

3. إذا رد المسلم السلام على الكافر، فلا يجوز له أن يدعو له بالهداية، لأن هذا من خصائص الله تعالى، ولا يجوز للمسلم أن يدعو لأحد إلا بخير، ولا يجوز له أن يدعو على أحد إلا بالشر.

سادساً: حكم عدم رد السلام على العدو

1. جمهور العلماء على أنه يجب رد السلام على العدو، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا لقي أحدكم عدوه فليسلم عليه، فإن رد عليه السلام فليسلمه، وإن لم يرد عليه السلام فليدع له بالهداية).

2. ذهب بعض العلماء إلى أنه لا يجب رد السلام على العدو، بل يجوز للمسلم أن يرد عليه أو يتركه، وهذا الرأي ضعيف، والراجح هو وجوب رد السلام على العدو.

3. إذا رد المسلم السلام على عدوه، فلا يجوز له أن يدعو له بالهداية، لأن هذا من خصائص الله تعالى، ولا يجوز للمسلم أن يدعو لأحد إلا بخير، ولا يجوز له أن يدعو على أحد إلا بالشر.

سابعاً: حكم عدم رد السلام على من لا يعرفه

1. جمهور العلماء على أنه يجب رد السلام على من لا يعرفه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أحدكم مجلساً فليسلم، فإن قام فليسلم، فالأولى منهما أفضل).

2. ذهب بعض العلماء إلى أنه لا يجب رد السلام على من لا يعرفه، بل يجوز للمسلم أن يرد عليه أو يتركه، وهذا الرأي ضعيف، والراجح هو وجوب رد السلام على من لا يعرفه.

3. إذا رد المسلم السلام على من لا يعرفه، فلا يجوز له أن يدعو له بالهداية، لأن هذا من خصائص الله تعالى، ولا يجوز للمسلم أن يدعو لأحد إلا بخير، ولا يجوز له أن يدعو على أحد إلا بالشر.

خاتمة

رد السلام من أهم شعائر الإسلام، ومن علامات الإيمان وحسن الخلق، وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على رد السلام وجعله من أولى السنن التي ينبغي على المسلم أن يلتزم بها، وقد أجمع العلماء على أن رد السلام واجب على المسلم، وأن من تركه فقد أثم وعصى أمر الله تعالى، وقد ذكرنا في هذا المقال حكم رد السلام في الإسلام، وفضل رد السلام، وأنواع السلام وكيفيته، وآداب رد السلام، وحكم عدم رد السلام على الكافر، وحكم عدم رد السلام على العدو، وحكم عدم رد السلام على من لا يعرفه.

أضف تعليق