التراجع عن الدعاء

No images found for التراجع عن الدعاء

مقدمة

الدعاء هو العبادة، وهو وسيلة التواصل بين العبد وربه، والدعاء من مستحبات الدين الإسلامي، ويمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى في أي وقت وفي أي مكان، ويدعوه في أي أمر من أمور الدنيا والآخرة، ولكن هل يمكنه أن يتراجع عن دعائه؟ وهل يجوز له ذلك؟ ولماذا؟ هذه أسئلة سنتناولها في هذا المقال.

أسباب التراجع عن الدعاء

هناك عدة أسباب قد تدفع المرء إلى التراجع عن دعائه، ومنها:

أن يدرك أنه قد أخطأ في دعائه. فقد يدعو المرء الله تعالى بدعاء فيه ضرر عليه أو على غيره، أو قد يدعوه بدعاء فيه تجاوز أو تعد على حقوق الآخرين، أو قد يدعوه بدعاء فيه استعجال أو إلحاح، وهذه كلها أسباب تجعل الدعاء غير مستجاب، وقد يدرك المرء ذلك بعد أن يدعو الله تعالى، فيتراجع عن دعائه.

أن تتغير ظروفه. فقد يدعو المرء الله تعالى بدعاء معين، ثم تتغير ظروفه وتتبدل أحواله، فيدرك أنه لم يعد بحاجة إلى ما دعا به، أو أنه يحتاج إلى شيء آخر غير الذي دعا به، فيتراجع عن دعائه الأول ويدعو الله تعالى بدعاء آخر.

أن يدرك أنه غير مستعد لما دعا به. فقد يدعو المرء الله تعالى بدعاء معين، ثم يدرك أنه غير مستعد لتحمل تبعات هذا الدعاء، أو أنه غير قادر على الوفاء به، فيتراجع عن دعائه ويستعيذ بالله تعالى من شر دعائه.

جواز التراجع عن الدعاء

يجوز للمرء أن يتراجع عن دعائه إذا كان هناك سبب مشروع لذلك، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاء مخ العبادة”، وقال أيضاً: “الدعاء سلاح المؤمن”، وهذا يدل على عظم الدعاء و مكانته في الإسلام، ولكن إذا كان هناك سبب مشروع للتراجع عن الدعاء، فلا حرج في ذلك.

آثار التراجع عن الدعاء

قد يكون للتراجع عن الدعاء آثار سلبية على المرء، ومنها:

أن يغضب الله تعالى عليه. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا دعا أحدكم فليحسن دعاءه، ولا يقول اللهم أعطني، اللهم ارزقني، ولكن ليقل اللهم إن شئت فأعطني، اللهم إن شئت فارزقني”، وذلك لأن التراجع عن الدعاء قد يدل على عدم ثقة المرء بقدرة الله تعالى على تحقيق دعائه، أو على عدم صبره على انتظار إجابة الله تعالى لدعائه.

أن يضعف إيمانه. فقد يدل التراجع عن الدعاء على ضعف إيمان المرء، أو على عدم يقينه بقدرة الله تعالى على تحقيق دعائه، أو على عدم صبره على انتظار إجابة الله تعالى لدعائه.

أن يشمله دعاء الملائكة. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعوة لا ترد بين الأذان والإقامة”، وهذا يدل على أن الدعاء في هذا الوقت مستجاب بإذن الله تعالى، فإذا تراجع المرء عن دعائه في هذا الوقت، فقد يشمله دعاء الملائكة، فيكون ذلك سبباً في حرمانه من تحقيق دعائه.

الحكمة من جواز التراجع عن الدعاء

أن غضب الله تعالى وإبعاد العبد عن رحمته معقودان على أن يكون في دعائه عدم استثناء. أى عدم وجود جملة العفو أو الشرط الذى لا يريد تحقيقه وذلك في حال كان الدعاء بإعطاء شيئ معين ومحقق. ولو لم يُجز التراجع عن الدعاء لحرج المسلم إذا نسي أن يستثني في الدعاء. خاصة إذا كان قد دعا بدعوى أن يُحفظ من شر شخص معين أو أن يُشفى من مرض معين أو أن يُنال ما يشاء من الرزق والعطاء. وهذا الشرط قد لا ينتبه له كثير من المسلمين متحمسين في الدعاء في مواضع مُحددة. ولو لم يُجز التراجع عن الدعاء أيضًا لحرج المسلم إذا دعا الله بدعاء ثم تبدلت ظروفه وأحواله، فلم يعد بحاجة إلى ما دعا به، أو أنه صار يحتاج إلى شيء آخر غير الذي دعا به.

متى يجوز التراجع عن الدعاء؟

يجوز التراجع عن الدعاء في الحالات الآتية:

أن يدرك أنه قد أخطأ في دعائه.

أن تتغير ظروفه.

أن يدرك أنه غير مستعد لما دعا به.

أن يشعر بأن دعاءه قد لا يكون مستجابًا.

أن يتذكر أنه نسي أن يستثني في دعائه.

أن يتذكر أنه لم يكن جادًا في دعائه.

أن يتذكر أنه لم يكن صبورًا في انتظار إجابة الله تعالى لدعائه.

كيف يتراجع عن الدعاء؟

يمكن للمرء أن يتراجع عن دعائه بالطريقة الآتية:

أن يردد دعاء الاستغفار.

أن يقول دعاء “رد اللهم دعائي”.

أن يتوضأ ويصلي ركعتين.

أن يدعو الله تعالى بأن يتجاوز عنه دعاءه.

أن يستعيذ بالله تعالى من شر دعائه.

أن يتصدق.

أن يصوم.

الخاتمة

التراجع عن الدعاء جائز إذا كان هناك سبب مشروع لذلك، ولكن يجب أن يكون المرء حريصًا على ألا يتراجع عن دعائه إلا إذا كان هناك سبب قوي لذلك، لأن التراجع عن الدعاء قد يكون له آثار سلبية على المرء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *