حكم التراجع عن البيع بعد الاتفاق

حكم التراجع عن البيع بعد الاتفاق

المقدمة:

يُعد البيع عقداً ملزماً للطرفين، بمجرد اتفاقهما على جميع أركانه وشروطه، ولكن قد يطرأ ما يجعل أحد المتعاقدين يريد التراجع عن هذا البيع، فما هي الأحكام التي تحكم هذا الموقف؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

أولاً: حق التراجع عن البيع:

1. الأصل في البيع اللزوم:

يُعد العقد الملزم هو الأصل في القانون، وبالتالي فلا يجوز لأي من الطرفين التراجع عنه من جانب واحد، إلا إذا نص القانون أو العقد على خلاف ذلك.

2. التراجع عن البيع باتفاق الطرفين:

يجوز للطرفين الاتفاق على إبطال العقد بالتراضي، وذلك في أي وقت قبل تمام العقد، أي قبل تسليم المبيع وتسلم الثمن.

3. التراجع عن البيع بسبب عيب بالمبيع:

إذا ظهر عيب بالمبيع بعد البيع، يجوز للمشتري التراجع عن العقد وإعادة المبيع للبائع، وذلك خلال مدة معقولة من وقت اكتشاف العيب.

ثانياً: شروط التراجع عن البيع:

1. أن يكون التراجع قبل تمام العقد:

لا يجوز التراجع عن البيع إلا قبل تمام العقد، أي قبل تسليم المبيع وتسلم الثمن.

2. أن يكون التراجع بسبب مشروع:

لا يجوز التراجع عن البيع إلا بسبب مشروع، مثل وجود عيب بالمبيع أو عدم وفاء البائع بالتزاماته التعاقدية.

3. أن يكون التراجع في مدة معقولة:

يجوز للمشتري التراجع عن البيع بسبب عيب بالمبيع، وذلك خلال مدة معقولة من وقت اكتشاف العيب.

ثالثاً: آثار التراجع عن البيع:

1. زوال العقد:

يؤدي التراجع عن البيع إلى زوال العقد، وبالتالي يزول التزامات الطرفين تجاه بعضهما البعض.

2. استرداد المبيع والثمن:

إذا تم التراجع عن البيع، فيجب على البائع استرداد المبيع من المشتري، وعلى المشتري استرداد الثمن من البائع.

3. التعويض عن الأضرار:

إذا ترتب على التراجع عن البيع أضرار لأحد الطرفين، فيجوز له المطالبة بالتعويض عن هذه الأضرار.

رابعاً: حالات التراجع عن البيع:

1. التراضي:

كما ذكرنا سابقاً، يجوز للطرفين الاتفاق على إبطال العقد بالتراضي، وذلك في أي وقت قبل تمام العقد.

2. العيب بالمبيع:

إذا ظهر عيب بالمبيع بعد البيع، يجوز للمشتري التراجع عن العقد وإعادة المبيع للبائع، وذلك خلال مدة معقولة من وقت اكتشاف العيب.

3. إخلال البائع بالتزاماته التعاقدية:

إذا لم يقم البائع بالتزاماته التعاقدية، مثل تسليم المبيع في الوقت المتفق عليه أو بنفس المواصفات المتفق عليها، يجوز للمشتري التراجع عن العقد.

خامساً: كيفية التراجع عن البيع:

1. التنبيه بالتراجع:

إذا أراد أحد الطرفين التراجع عن البيع، فعليه أن يخطر الطرف الآخر بذلك كتابةً، وذلك قبل تمام العقد.

2. إعادة المبيع والثمن:

إذا تم التراجع عن البيع، فيجب على البائع استرداد المبيع من المشتري، وعلى المشتري استرداد الثمن من البائع.

3. التعويض عن الأضرار:

إذا ترتب على التراجع عن البيع أضرار لأحد الطرفين، فيجوز له المطالبة بالتعويض عن هذه الأضرار.

سادساً: الإثبات في دعوى التراجع عن البيع:

1. إثبات التراجع:

يتحمل الطرف الذي يريد التراجع عن البيع عبء إثبات ذلك، وذلك من خلال تقديم الأدلة التي تثبت أنه أخطر الطرف الآخر برغبته في التراجع قبل تمام العقد.

2. إثبات العيب بالمبيع:

يتحمل المشتري عبء إثبات وجود عيب بالمبيع، وذلك من خلال تقديم تقرير فني يثبت وجود العيب.

3. إثبات إخلال البائع بالتزاماته التعاقدية:

يتحمل المشتري عبء إثبات إخلال البائع بالتزاماته التعاقدية، وذلك من خلال تقديم الأدلة التي تثبت ذلك، مثل عدم تسليم المبيع في الوقت المتفق عليه أو بنفس المواصفات المتفق عليها.

سابعاً: الخاتمة:

حكم التراجع عن البيع بعد الاتفاق هو من الأحكام المهمة التي تحكم عقد البيع، حيث أنه يتيح للطرفين التراجع عن العقد في بعض الحالات، مثل وجود عيب بالمبيع أو إخلال البائع بالتزاماته التعاقدية.

أضف تعليق