الدعاء في الصفا والمروة
المقدمة:
الصفا والمروة جبلان صغيران يقعان في المسجد الحرام بمكة المكرمة، وهما من أهم المواقع الدينية لدى المسلمين، حيث يرتبطان بمناسك الحج والعمرة، ويحرص الحجاج والمعتمرون على السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، اقتداءً بسيدةنا هاجر عليها السلام حين سعى بينهما بحثًا عن الماء لابنها إسماعيل عليه السلام، وقد ورد في السنة النبوية فضل الدعاء بين الصفا والمروة.
1. فضل الدعاء بين الصفا والمروة:
– ورد في السنة النبوية فضل الدعاء بين الصفا والمروة، فقد روى الإمام البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ، فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْعَى بَيْنَهُمَا”.
– ويكون السعي بين الصفا والمروة بأن يبدأ الشخص بالصفا ثم يمضي إلى المروة، ثم يعود إلى الصفا مرة أخرى وهكذا، ويكون ذلك سبعة أشواط، ويسن للمسلم أن يكثر من الدعاء بين الصفا والمروة، وأن يدعو بما يشاء من خير الدنيا والآخرة.
– ومن الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة ما رواه الإمام البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما: “اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَ عَلَيْنَا كِتَابَكَ وَفَرَضْتَ عَلَيْنَا حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرَامِ فَسَهَّلْهُ لَنَا وَتَقَبَّلْهُ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ”.
2. آداب الدعاء بين الصفا والمروة:
– من آداب الدعاء بين الصفا والمروة أن يحرص المسلم على أن يكون قلبه متوجهًا إلى الله تعالى، وأن يكون خاشعًا ومتضرعًا إليه، وأن يرفع يديه بالدعاء كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
– ومن آداب الدعاء أيضًا أن يدعو المسلم بما يشاء من خير الدنيا والآخرة، وأن يدعو لنفسه ولأهله وللمسلمين أجمعين، وأن يخلص في دعائه لله تعالى ولا يشرك به أحدًا.
– ومن آداب الدعاء أيضًا أن يكثر المسلم من الاستغفار والتسبيح والتحميد بين الصفا والمروة، وأن يدعو الله تعالى أن يغفر له ذنوبه وأن يتقبله منه.
3. دعاء السعي بين الصفا والمروة:
– هناك العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها بين الصفا والمروة، ومن هذه الأدعية ما يلي:
– “اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَ عَلَيْنَا كِتَابَكَ وَفَرَضْتَ عَلَيْنَا حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرَامِ فَسَهَّلْهُ لَنَا وَتَقَبَّلْهُ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ”.
– “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَتَقَبَّلْ مِنِّي حَجِّي وَعُمْرَتِي وَصَلِّ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ”.
– “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا لَا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ”.
4. الدعاء عند الصفا:
– عند وصول المسلم إلى الصفا فإنه يبدأ بالدعاء، ومن الأدعية التي يمكن أن يدعو بها ما يلي:
– “اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ”.
– “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّهَا دِقَّهَا وَجِلَّهَا وَأَوَّلَهَا وَآخِرَهَا وَعَلَانِيَتَهَا وَسِرَّهَا”.
– “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى”.
5. الدعاء بين الصفا والمروة:
– بعد أن ينتهي المسلم من الدعاء عند الصفا ينتقل إلى المروة، وفي طريقه بين الصفا والمروة يمكنه أن يدعو بالدعاء التالي:
– “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي”.
– “اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ”.
– “اللَّهُمَّ اكْفِنِي شَرَّ النَّاسِ وَالْجِنِّ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالْهَوَامِّ وَالْأَوْبَاءِ وَالْأَفَاتِ”.
6. الدعاء عند المروة:
– عند وصول المسلم إلى المروة فإنه ينهي أشواط السعي، ويمكنه أن يدعو بالدعاء التالي:
– “اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ”.
– “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّهَا دِقَّهَا وَجِلَّهَا وَأَوَّلَهَا وَآخِرَهَا وَعَلَانِيَتَهَا وَسِرَّهَا”.
– “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى”.
7. فضل الإكثار من الدعاء بين الصفا والمروة:
– ورد في السنة النبوية فضل الإكثار من الدعاء بين الصفا والمروة، فقد روى الإمام البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الدُّعَاءُ مَفْرُوضٌ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ”.
– وفي رواية أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو عِنْدَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ”.
– ومن فضل الإكثار من الدعاء بين الصفا والمروة أيضًا أنه يزيد من ثواب العمرة والحج، وينال المسلم به رضا الله تعالى ومغفرته.