الزواجر عن اقتراف الكبائر

الزواجر عن اقتراف الكبائر

الزواجر عن اقتراف الكبائر

المقدمة:

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن من أعظم ما يحذر منه المسلم ويجتنبه هو الوقوع في الكبائر، وهي الذنوب العظام التي نهى الله عنها ورسوله، والتي توعد الله مرتكبها بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات”.

وفي هذا المقال، سوف نتناول الحديث عن الزواجر التي تمنع المسلم من اقتراف الكبائر، وذلك من خلال ذكر بعض النصوص الشرعية التي تحذر من الكبائر، وكذلك ذكر بعض القصص والعبر التي تبين عاقبة الوقوع في الكبائر، وما ينتج عنها من مصائب وشرور في الدنيا والآخرة.

1- تحذير الله ورسوله من الكبائر:

لقد حذر الله ورسوله من اقتراف الكبائر في العديد من النصوص الشرعية، ومن ذلك:

– قال الله تعالى: “الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين” (النور: 2).

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات” (رواه البخاري ومسلم).

2- عاقبة الوقوع في الكبائر:

إن عاقبة الوقوع في الكبائر وخيمة للغاية، ومن ذلك:

– في الدنيا: قد يعاقب الله تعالى مرتكب الكبيرة بالعقوبات الدنيوية، كالمرض، أو الفقر، أو الذل، أو الهلاك، كما قد يسلط عليه أعداءه، أو يحرمه من التوفيق والبركة في حياته.

– في الآخرة: إن مرتكب الكبيرة معرض لدخول النار والعذاب الشديد فيها، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “من أتى كبيرة من الكبائر وهو مصر عليها لم يتب منها حتى يموت دخل النار” (رواه الترمذي).

3- التوبة من الكبائر:

إن التوبة من الكبائر واجبة على المسلم، وهي من أسباب دخول الجنة، وقد قال الله تعالى: “ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا” (النساء: 110).

وللتوبة من الكبائر شروط، منها:

– الإقلاع عن الذنب فورًا.

– الندم على ما فات من الذنب.

– العزم على عدم العودة إليه مرة أخرى.

– رد المظالم إلى أهلها إن كان في الذنب ظلم لغيره.

4- الخوف من الله تعالى:

إن الخوف من الله تعالى هو من أقوى الزواجر التي تمنع المسلم من اقتراف الكبائر، وقد قال الله تعالى: “إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر عظيم” (الأنعام: 54).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه” (رواه البخاري).

5- ذكر الموت والآخرة:

إن ذكر الموت والآخرة من أقوى الزواجر التي تمنع المسلم من اقتراف الكبائر، وقد قال الله تعالى: “كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون” (العنكبوت: 57).

وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أكثروا من ذكر هادم اللذات، يعني الموت” (رواه الترمذي).

6- محاسبة النفس:

إن محاسبة النفس من أقوى الزواجر التي تمنع المسلم من اقتراف الكبائر، وذلك من خلال مراجعة أفعاله وأقواله، ومعرفة ما إذا كانت موافقة لشرع الله أم لا، ومن ثم العمل على تصحيح الأخطاء والتوبة منها.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم” (رواه ابن ماجه).

7- الدعاء إلى الله تعالى:

إن الدعاء إلى الله تعالى من أقوى الزواجر التي تمنع المسلم من اقتراف الكبائر، وذلك من خلال الدعاء إلى الله تعالى بأن يوفقه لطاعته، وأن يصرفه عن معصيته، وأن يهديه إلى سواء السبيل.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سلاح المؤمن،

أضف تعليق