اللهم أبعد عني شر خلقك

اللهم أبعد عني شر خلقك

اللَّهُمَّ أَبْعِدْ عَنِّي شَرَّ خَلْقِكَ

مقدمة:

يعد الدعاء من أعظم العبادات وأقربها إلى الله -تعالى-، ففي الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني)، ومن الأدعية المهمة التي يجب على المسلم أن يكثر من قولها: (اللَّهُمَّ أَبْعِدْ عَنِّي شَرَّ خَلْقِكَ)، فهي طلب من الله -تعالى- أن يبعد عنه الشرور والآفات والمكائد، وفي هذا المقال سوف نتناول معنى هذا الدعاء وفضله، وما هي شرور الخلق التي يجب أن نطلب من الله تعالى أن يبعدها عنا.

فضائل هذا الدعاء:

1. أنه دعاء جامع لكل خير، فهو طلب من الله تعالى أن يبعد عن الداعي كل شرور الخلق، سواء كانت شرورًا ظاهرة أو باطنة، سواء كانت شرورًا معنوية أو مادية.

2. أنه دعاء مستجاب، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من قال اللهم إني أعوذ بك من شرور نفسي ومن شر الشيطان وشركه ومن شر كل ذي شر، لم يضره أحد).

3. أنه دعاء وقاية وحفظ، فهو يقي الداعي من شرور الخلق ويحفظه من مكائدهم وآفاتهم.

شرور الخلق:

1. شرور النفس: وهي الشرور التي تصدر من النفس البشرية، مثل الكبر والحسد والرياء والغضب والشهوة وغيرها من الصفات الذميمة، وهذه الشرور هي أخطر الشرور على الإنسان، لأنها قد تؤدي به إلى الكفر والعياذ بالله.

2. شرور الشيطان: وهو عدو الإنسان اللدود، وهو يسعى دائمًا لإغوائه وإضلاله، ويستخدم في ذلك كل الوسائل والطرق، مثل الوسوسة في الصدور والتحريض على المعاصي والشهوات وغيرها، وشرور الشيطان خطيرة جدًا على الإنسان، لأنها قد تؤدي به إلى الهلاك في الدنيا والآخرة.

3. شرور الناس: وهي الشرور التي تصدر من بني آدم، مثل الحسد والكراهية والعداوة والظلم والغش والسرقة وغيرها من الصفات السيئة، وهذه الشرور خطيرة أيضًا على الإنسان، لأنها قد تؤدي به إلى الفتن والمشاكل والنزاعات.

الوقاية من شرور الخلق:

1. تقوى الله -تعالى-: إن تقوى الله -تعالى- هي أقوى حصن يحصن الإنسان من شرور الخلق، فالمتقى لله -تعالى- لا يظلم أحدًا ولا يغشه ولا يحسده ولا يكرهه، ولا يفعل أي شيء من الشرور التي قد تؤذي الناس.

2. الدعاء إلى الله -تعالى-: إن الدعاء إلى الله -تعالى- من أقوى الأسلحة التي يمتلكها الإنسان لمواجهة شرور الخلق، فعندما يدعو الإنسان إلى الله -تعالى- أن يبعد عنه شرور الخلق، فإن الله -تعالى- يستجيب دعاءه ويحفظه من شرورهم.

3. الصبر على أذى الخلق: إن الصبر على أذى الخلق من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، فعندما يتعرض المسلم لأذى من أحد الناس، فعليه أن يصبر ولا ينتقم منه، بل عليه أن يسامحه ويعفو عنه، فالصبر على أذى الخلق من علامات الإيمان.

خاتمة:

إن دعاء (اللَّهُمَّ أَبْعِدْ عَنِّي شَرَّ خَلْقِكَ) من الأدعية المهمة التي يجب على المسلم أن يكثر من قولها، فهي طلب من الله -تعالى- أن يبعد عنه كل شرور الخلق، سواء كانت شرورًا ظاهرة أو باطنة، سواء كانت شرورًا معنوية أو مادية، ومن خلال تقوى الله -تعالى- والدعاء إليه والصبر على أذى خلقه، فإن الإنسان يستطيع أن يقي نفسه من شرورهم ويحفظها من مكائدهم وآفاتهم.

أضف تعليق