المقدمة
الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام، وهدانا إلى الصراط المستقيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هي نعمة الغنى، فالله سبحانه وتعالى هو الغني الحميد، وهو الذي يرزق من يشاء بغير حساب، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالدعاء له بالغنى الحلال عن الحرام، فقال تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23]، وقال تعالى: ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ﴾ [هود: 3].
أسباب الغنى الحلال
1- الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى:
فالدعاء هو أحد أهم أسباب الغنى الحلال، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من سأل الله الغنى أغناه الله”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “من قال في دبر كل صلاة مكتوبة: اللهم إني أسألك من فضلك ورزقك، فإن الله يرزقه من حيث لا يحتسب”.
2- العمل والكسب الحلال:
فالعمل والكسب الحلال من أهم أسباب الغنى الحلال، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله يحب العبد المحترف”.
3- الاقتصاد في الإنفاق:
فالإقتصاد في الإنفاق من أهم أسباب الغنى الحلال، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله يحب البخيل المتعفف”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “ألا إن الاقتصاد نصف المعيشة”.
4- الصدقة:
فالصّدقة من أهم أسباب الغنى الحلال، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما نقصت صدقة من مال”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “تصدقوا فإن الصدقة تدفع البلاء”.
5- بر الوالدين:
فبر الوالدين من أهم أسباب الغنى الحلال، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “بر الوالدين يزيد في العمر ويرزق من حيث لا يحتسب”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين”.
6- صلة الرحم:
فصلة الرحم من أهم أسباب الغنى الحلال، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ في أثره فليصل رحمه”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “صلة الرحم تدفع البلاء وتزيد في العمر”.
7- حسن الخلق:
فحسن الخلق من أهم أسباب الغنى الحلال، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “حسن الخلق يزيد في الرزق”، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله ليعطي العبد على حسن خلقه ما لا يعطي على كثرة عبادته”.
الحرص على الحلال والبعد عن الحرام
– الحرام داء فتاك يصيب القلب والروح، ويقود إلى الفقر والحرمان في الدنيا والآخرة.
– وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من الحرام، فقال تعالى: ﴿وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ﴾ [الأنعام: 121]، وقال تعالى: ﴿وَحَرَّمَ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ [الأعراف: 157].
– فالحرص على الحلال والبعد عن الحرام من أهم أسباب الغنى الحلال، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه”.
مخاطر الحرام
– الحرام يقسي القلب ويجعله مظلمًا.
– المال الحرام لا ينفع صاحبه، بل هو وبال عليه في الدنيا والآخرة.
– الحرام يسبب الفقر والحرمان، فمن أكل الحرام حرم الرزق الحلال.
الآثار السلبية للحرام على الفرد والمجتمع
– الحرام يفسد الأخلاق وينشر الرذائل في المجتمع.
– الحرام يضعف الاقتصاد ويزيد الفقر والبطالة.
– الحرام يهدد الأمن والاستقرار في المجتمع.
الخلاصة
إن الغنى الحلال نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، وهو سبب للسعادة في الدنيا والآخرة، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالدعاء له بالغنى الحلال عن الحرام، وبذل الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، مثل العمل والكسب الحلال، والاقتصاد في الإنفاق، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وحسن الخلق، والحرص على الحلال والبعد عن الحرام.
والحرام داء فتاك يصيب القلب والروح، ويقود إلى الفقر والحرمان في الدنيا والآخرة، وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من الحرام، وندبنا إلى الحلال، فالحرص على الحلال والبعد عن الحرام من أهم أسباب الغنى الحلال.