No images found for اللهم أغنني بحلالِكَ عن حرامك وَأَغْنِنِي بفضلك عمن سِوَاكَ
بسم الله الرحمن الرحيم
عنوان المقال: اللهم أغنني بحلالك عن حرامك وأغني بفضلك عمن سواك
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم أغنني بحلالك عن حرامك وأغني بفضلك عمن سواك. هذا الدعاء العظيم الذي نردده في صلواتنا وأدعيةنا، فما معناه؟ وما أهميته؟ وكيف يمكننا أن نحققه في حياتنا؟
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل معنى هذا الدعاء وأهميته وكيفية تحقيقه.
1. شرح الدعاء:
أ) اللهم أغنني بحلالك عن حرامك:
يطلب الداعي من الله تعالى أن يغنيه بما أحل له شرعًا عن اللجوء إلى ما حرمه الله عليه، وأن يرزقه من فضله ما يغني به عن السؤال من غيره.
ب) وأغني بفضلك عمن سواك:
يطلب الداعي من الله تعالى أن يغنيه بفضله ومنه وكرمه عن الحاجة إلى غيره، وأن يرزقه من فضله ما يكفيه ولا يحتاج معه إلى سؤال الناس.
2. أهمية الدعاء:
أ) حفظ النفس من الحرام:
عندما يرزق الله تعالى العبد من حلاله، فإن ذلك يحفظه من الوقوع في الحرام، لأنه لن يضطر إلى اللجوء إلى الحرام لكسب الرزق.
ب) حفظ الكرامة:
عندما يرزق الله تعالى العبد من فضله، فإن ذلك يحفظ كرامته، لأنه لن يضطر إلى السؤال من الناس.
ج) حفظ الدين:
عندما يرزق الله تعالى العبد من حلاله وفضله، فإن ذلك يحفظ دينه، لأنه لن يضطر إلى فعل ما يغضب الله تعالى من أجل كسب الرزق.
3. كيفية تحقيق الدعاء:
أ) الإكثار من الدعاء:
ينبغي على المسلم أن يكثر من الدعاء بهذا الدعاء العظيم، لعل الله تعالى يستجيب له ويرزقه من فضله ما يكفيه.
ب) العمل بالأسباب:
مع الدعاء، ينبغي على المسلم أن يعمل بالأسباب التي تؤدي إلى الرزق الحلال والكفاية، مثل الاجتهاد في العمل والسعي في طلب الرزق الحلال.
ج) الرضا بالقضاء والقدر:
ينبغي على المسلم أن يرضى بقضاء الله وقدره، فما عند الله تعالى خير مما عند العبد، وقد قال تعالى: (وَرَضُوا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا) (الحج: 76).
4. فضل الدعاء:
أ) تحقيق الغنى الحقيقي:
تحقيق الغنى الحقيقي ليس في كثرة المال والمتاع، وإنما في القناعة والرضا بما قسم الله تعالى للعبد.
ب) حفظ العبد من الوقوع في الحرام:
عندما يرزق الله تعالى العبد من فضله وحلاله، فإن ذلك يحفظه من الوقوع في الحرام، لأنه لن يضطر إلى اللجوء إلى الحرام لكسب الرزق.
ج) تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة:
تحقيق الغنى الحقيقي والسعادة في الدنيا والآخرة لا يكون إلا بقرب الله تعالى ورضاه، وذلك من خلال الدعاء والعمل الصالح.
5. أمثلة من القرآن والسنة:
أ) أمثلة من القرآن الكريم:
قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) (الطلاق: 2-3).
وقال تعالى: (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا) (الإسراء: 80).
ب) أمثلة من السنة النبوية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من توكل على الله كفاه أمر دنياه وآخرته” (رواه الترمذي).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وآتى الزكاة ثم جاهد بنفسه وماله دخل الجنة” (رواه مسلم).
6. قصص من الواقع:
أ) قصة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه من أثرياء الصحابة، ولكنه كان زاهدًا في الدنيا، وكان يقول: “لو أن لي مال أهل وادي نخلة، ما أحببت أن أبيت ليلتين وأنا أخشى أن يكون عندي منه شيء”.
ب) قصة الإمام الشافعي رحمه الله:
قال الإمام الشافعي رحمه الله: “ما ذل أحد قط إلا بذل نفسه، وما عز أحد إلا بعز نفسه”.
ج) قصة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:
كان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فقيرًا، ولكنه كان غنيًا بروحه ومعرفته بالله تعالى، وكان يقول: “الغنى غنى النفس، والفقر فقر النفس”.
7. الخاتمة:
الدعاء بالغنى الحلال والكفاية من أعظم الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها، لأنه يطلب من الله تعالى أن يغنيه عن الحرام وعن السؤال من غيره.
وهذا الدعاء لا يستجاب إلا لمن كان مخلصًا في دعائه، عاملًا بالأسباب التي تؤدي إلى الرزق الحلال والكفاية، راضيًا بقضاء الله وقدره.
نسأل الله تعالى أن يغنينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه، وأن يرزقنا من فضله ما يكفينا ويغنينا عن سؤال الناس إنه سميع مجيب.