اللهم إني استودعتك نفسي
المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،،،
فإن من أعظم الأدعية التي يدعو بها العبد ربه، قول “اللهم إني استودعتك نفسي”، وهي دعوة جامع مانعة، تحوي في طياتها الكثير من المعاني العميقة والدقيقة، ولقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث المسلمين على الإكثار من الدعاء بهذا الدعاء العظيم، لما فيه من فوائد ومنافع عظيمة تعود على المسلم في حياته الدنيا والآخرة.
أولًا: معنى “اللهم إني استودعتك نفسي”:
1- إن معنى “اللهم إني استودعتك نفسي” هو أن العبد يضع نفسه وأمانته عند الله تعالى، فهو يتوكل عليه ويعتمد عليه في حفظها ووقايتها من كل مكروه وسوء.
2- ويشمل هذا الاستوداع جميع جوانب النفس البشرية، من الروح والجسد والعقل والقلب، وكل ما يتعلق بها من صحة وعافية وسلامة.
3- ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء بهذا الدعاء العظيم، وفي ذلك دليل واضح على عظم شأنه وفضله.
ثانيًا: فضل قول “اللهم إني استودعتك نفسي”:
1- إن من فضل قول “اللهم إني استودعتك نفسي”، أن الله تعالى يتولى حفظ العبد ووقايته من كل شر ومكروه، فهو سبحانه وتعالى خير حافظ وكفيل.
2- كما أن هذا الدعاء العظيم يطرد الشيطان ويمنعه من الإيذاء والأذى، ويحفظ العبد من الوساوس والخطوات الشيطانية.
3- ومن فضل قول “اللهم إني استودعتك نفسي”، أن الله تعالى يرزق العبد من حيث لا يحتسب، وييسر له أموره، ويفتح له أبواب الخير والبركة.
ثالثًا: متى يُقال قول “اللهم إني استودعتك نفسي”:
1- يُقال قول “اللهم إني استودعتك نفسي” في أوقات كثيرة، منها: عند الخروج من المنزل، أو عند النوم، أو عند السفر، أو عند مواجهة أي خطر أو مكروه.
2- كما يُقال هذا الدعاء العظيم عند الشعور بالخوف أو القلق أو الحزن، أو عند التعرض لأي مصيبة أو ابتلاء.
3- ولا حرج في الإكثار من قول “اللهم إني استودعتك نفسي” في أي وقت أو مكان، فهي دعوة جامعة مانعة، تحفظ العبد من كل شر ومكروه.
رابعًا: أسباب قول “اللهم إني استودعتك نفسي”:
1- إن من الأسباب التي تدعو العبد إلى قول “اللهم إني استودعتك نفسي”، هو شعوره بالضعف والحاجة إلى قوة الله وعونه وتوفيقه.
2- كما أن من أسباب قول هذا الدعاء العظيم، هو معرفة العبد بأن الله تعالى هو خير حافظ وكفيل، وأنه سبحانه وتعالى قادر على حفظه ووقايته من كل شر ومكروه.
3- ومن أسباب قول “اللهم إني استودعتك نفسي”، هو إيمان العبد بأن الله تعالى هو المالك والمتصرف في الكون كله، وأنه سبحانه وتعالى هو القادر على حماية عباده وتوفير الأمن لهم.
خامسًا: شروط قبول قول “اللهم إني استودعتك نفسي”:
1- من شروط قبول قول “اللهم إني استودعتك نفسي”، أن يكون العبد صادقًا في دعائه، وأن ينوي به وجه الله تعالى وحده لا شريك له.
2- كما يجب على العبد أن يكون حسن الظن بربه، وأن يعتقد جازمًا بأن الله تعالى هو خير حافظ وكفيل، وأنه سبحانه وتعالى قادر على حفظه ووقايته من كل شر ومكروه.
3- ومن شروط قبول قول “اللهم إني استودعتك نفسي”، أن يكون العبد مواظبًا على أداء العبادات والطاعات، وأن يجتنب المحرمات والمنكرات، وأن يسعى جاهدًا إلى مرضاة الله تعالى.
سادسًا: ثمرات قول “اللهم إني استودعتك نفسي”:
1- من ثمرات قول “اللهم إني استودعتك نفسي”، أن العبد يشعر بالطمأنينة والسكينة والراحة النفسية، وذلك لأنه يعلم أن الله تعالى هو حفيظه وكفيله.
2- كما أن من ثمرات هذا الدعاء العظيم، أن العبد يزداد إيمانه ويقينه بالله تعالى، وذلك لأنه يرى بنفسه كيف يحفظه الله ويوقيه من كل شر ومكروه.
3- ومن ثمرات قول “اللهم إني استودعتك نفسي”، أن العبد يزداد حبه لله تعالى، وذلك لأنه يعلم أنه سبحانه وتعالى هو خير حافظ وكفيل، وأنه سبحانه وتعالى هو القادر على حمايته وتوفير الأمن له.
سابعًا: قصة في فضل قول “اللهم إني استودعتك نفسي”:
1- يحكى أنه كان هناك رجل صالح يدعى “أبو الدرداء”، وكان هذا الرجل ملازمًا للدعاء بهذا الدعاء العظيم، “اللهم إني استودعتك نفسي”.
2- وفي يوم من الأيام، خرج أبو الدرداء في سفر طويل، وخلال سفره مر الرجل بمجموعة من اللصوص، وكان اللصوص ينوون مهاجمته وسرقة أمواله.
3- وعندما رأى اللصوص أبا الدرداء، قالوا فيما بينهم: “هذا الرجل صالح، ولا يجوز لنا أن نسرقه”، ثم تركوه ومضوا في طريقهم.
الخاتمة:
وفي الختام، فإن قول “اللهم إني استودعتك نفسي”، هو دعاء عظيم، له فضل كبير ومنافع عظيمة تعود على المسلم في حياته الدنيا والآخرة، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث المسلمين على الإكثار من الدعاء بهذا الدعاء العظيم، فلنحرص جميعًا على الإكثار من قول “اللهم إني استودعتك نفسي”، فإنها دعوة جامعة مانعة، تحفظ العبد من كل شر ومكروه.