اللهم إنك عفو تحب العفو مزخرفة
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،
فإن الله -تعالى- هو العفو الذي يحب العفو، وهو الذي يغفر الذنوب ويمحوها، وهو الذي يتجاوز عن عباده ويصفح عنهم. وهو الذي يقبل التوبة من عباده ويغفر لهم ذنوبهم مهما عظمت وكثرت.
1. معنى العفو:
العفو هو التجاوز عن الذنب وعدم مؤاخذة صاحبه عليه. وهو من صفات الله -تعالى- التي ذكرها في كتابه العزيز. قال الله -تعالى-: (فَإِنَّ رَبَّكَ عَفُوٌّ غَفُورٌ) [الرعد: 6]، وقال -تعالى-: (وَإِنَّكَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) [النساء: 99].
2. مظاهر العفو عند الله:
تتجلى مظاهر العفو عند الله -تعالى- في كثير من الأمور، منها:
– عفوه عن عباده عن ذنوبهم وتجاوزاته عن سيئاتهم مهما عظمت وكثرت.
– عفوه عن الكافرين إذا أسلموا وتابوا إليه وأنابوا عما كانوا عليه من كفر وفسوق.
– عفوه عن الذين ظلموا أنفسهم وتابوا إليه وندموا على ما فعلوا.
3. أسباب العفو عند الله:
هناك أسباب كثيرة تدعو الله -تعالى- إلى العفو عن عباده، منها:
– رحمته الواسعة وفضله العظيم.
– حبه لعباده وحرصه على هدايتهم.
– توبة العباد وندمهم على ما فعلوا من ذنوب وسيئات.
– شفاعة الأنبياء والصالحين والملائكة والذين يملكون الشفاعة.
4. شروط العفو عند الله:
لكي ينال العبد عفو الله -تعالى- لابد أن يتوفر فيه شروط، منها:
– التوبة النصوح: وهي التوبة التي تنبع من القلب وتصاحبها أعمال صالحة.
– الندم على الذنوب والسيئات التي فعلها العبد.
– العزم على عدم العودة إلى تلك الذنوب مرة أخرى.
– أداء الحقوق إلى أصحابها ورد المظالم إلى أهلها.
5. فضل العفو عن الآخرين:
العفو عن الآخرين من الفضائل العظيمة التي يحث عليها الإسلام. وقد ذكر الله -تعالى- فضل العفو في كتابه العزيز. قال الله -تعالى-: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) [البقرة: 237]. وقال -تعالى-: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) [الشورى: 40].
6. آثار العفو عند الله:
للعفو عند الله -تعالى- آثار عظيمة في الدنيا والآخرة، منها:
– محبة الله -تعالى- لعبده العفو.
– فوز العبد برضا الله -تعالى-.
– نيل العبد لمغفرة الله -تعالى- ورحمته.
– دخول العبد الجنة والفوز برضا الله -تعالى-.
7. دعاء العفو:
من الأدعية المأثورة التي يكثر المسلمون من الدعاء بها دعاء العفو. ومن هذه الأدعية:
– اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
– اللهم اغفر لي ذنوبي كلها صغيرها وكبيرها.
– اللهم إني تائب إليك من ذنوبي فاقبل توبتي وارحمني.
الخاتمة:
إن الله -تعالى- هو العفو الذي يحب العفو، وهو الذي يغفر الذنوب ويمحوها، وهو الذي يتجاوز عن عباده ويصفح عنهم. وهو الذي يقبل التوبة من عباده ويغفر لهم ذنوبهم مهما عظمت وكثرت. فعلى المسلم أن يسأل الله -تعالى- العفو والمغفرة والرحمة، وأن يكثر من الدعاء والتوبة حتى ينال رضا الله -تعالى-.