اللهم إِنَّكَ عفو كريم تحب الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّا مزخرفة

اللهم إِنَّكَ عفو كريم تحب الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّا مزخرفة

﴿ اللهم إِنَّكَ عفو كريم تحب الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّا ﴾ مزخرفة

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فيا عباد الله، إن الله عز وجل غفور رحيم، يحب العفو والتجاوز عن الذنوب والخطايا، فعلى كل من عصى ربه أن يبادر إلى التوبة والاستغفار، وأن يكثر من الدعاء إلى الله عز وجل أن يرزقه العفو والمغفرة.

وإحدى الأدعية المأثورة التي يمكننا بها أن نتضرع إلى الله عز وجل بالعفو والمغفرة هي قولنا:

اللهم إِنَّكَ عفو كريم تحب الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّا

فيا عباد الله، إن هذا الدعاء العظيم يحمل في طياته الكثير من المعاني والدلالات، فهو يبدأ بتأكيد أن الله عز وجل غفور كريم، أي أنه كثير المغفرة والفضل والعطاء، وهذا من شأنه أن يبعث فينا الأمل والتفاؤل بأن الله عز وجل سيغفر ذنوبنا وخطايانا ويتجاوز عنها.

1. فضل العفو والمغفرة:

العفو والمغفرة من صفات الله عز وجل، وقد أثنى الله عز وجل على عباده الذين يعفون ويصفحون عن الآخرين، فقال تعالى: “وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” (آل عمران: 134).

العفو والمغفرة سبب لدخول الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أدلكم على أبواب الجنة؟ قيل: بلى يا رسول الله، قال: حسن الخلق، وإفشاء السلام، والإطعام بالليل والناس نيام” (الترمذي).

العفو والمغفرة سبب لمحبة الله عز وجل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاث يحبهن الله تعالى: العفو عمن ظلمك، وإعطاء من حرمك، وصلة من قطعك” (ابن ماجه).

2. أسباب العفو والمغفرة:

التوبة النصوح: هي التوبة التي تكون خالصة لله عز وجل، والتي تتضمن الندم على الذنب والعزم على عدم العودة إليه، والتي تتبع بالإقلاع عن الذنب وأداء ما فات من العبادات.

الاستغفار: هو طلب المغفرة من الله عز وجل، والدعاء إليه أن يغفر الذنوب والخطايا.

فعل الخيرات: من أسباب العفو والمغفرة الإكثار من فعل الخيرات والطاعات، مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج.

3. آثار العفو والمغفرة:

الشعور بالراحة والطمأنينة: العفو والمغفرة يمنحان الشعور بالراحة والطمأنينة في القلب، ويخلصان المرء من الشعور بالذنب والندم.

زيادة الإيمان: العفو والمغفرة يزيدان من إيمان المرء بالله عز وجل، ويقويان ثقته به.

فتح أبواب الرزق: العفو والمغفرة يفتحان أبواب الرزق على المرء، ويجعلانه يوفق في حياته.

4. الدعاء بالعفو والمغفرة:

من الأدعية المأثورة التي يمكننا بها أن ندعو الله عز وجل بالعفو والمغفرة قولنا: “اللهم إِنَّكَ عفو كريم تحب الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّا”.

من الأدعية المأثورة أيضًا قولنا: “اللهم اغفر لي ذنوبي كلها صغيرها وكبيرها، وأولها وآخرها، وسرها وعلنها”.

يمكننا أيضًا أن ندعو الله عز وجل بالعفو والمغفرة بأي دعاء آخر نختاره، المهم أن يكون الدعاء خالصًا من القلب.

5. فضل الدعاء بالعفو والمغفرة:

الدعاء بالعفو والمغفرة من أفضل العبادات، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على كثرة الدعاء، فقال: “الدعاء هو العبادة” (الترمذي).

الدعاء بالعفو والمغفرة سبب لاستجابة الدعوات الأخرى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء لا يرد بين العبد وبين ربه إلا بذنوب” (ابن ماجه).

الدعاء بالعفو والمغفرة سبب لدخول الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب” (أحمد).

6. آداب الدعاء بالعفو والمغفرة:

الإخلاص: أن يكون الدعاء خالصًا من القلب، وأن يكون لله عز وجل وحده.

اليقين: أن يكون الداعي موقنًا بإجابة دعائه، وأن الله عز وجل سيغفر له ذنوبه ويتجاوز عنها.

الخشوع: أن يكون الداعي خاشعًا لله عز وجل، وأن يرفع يديه إلى السماء عند الدعاء.

التضرع: أن يكون الداعي متضرعًا إلى الله عز وجل، وأن يلح في الدعاء حتى يُستجاب.

7. الاستمرار في الدعاء بالعفو والمغفرة:

يجب على المسلم أن يستمر في الدعاء بالعفو والمغفرة حتى وإن لم يستجب الله عز وجل لدعائه في الحال، فالله عز وجل يحب العبد الذي يلح في الدعاء.

الاستمرار في الدعاء بالعفو والمغفرة سبب لزيادة الإيمان بالله عز وجل، وتقوية الصلة بين العبد وربه.

الاستمرار في الدعاء بالعفو والمغفرة سبب لفتح أبواب الرزق على المرء، وجعله يوفق في حياته.

الخاتمة:

عباد الله، إن العفو والمغفرة من أعظم صفات الله عز وجل، ومن أعظم نعمه على عباده، فعلى كل من عصى ربه أن يبادر إلى التوبة والاستغفار، وأن يكثر من الدعاء إلى الله عز وجل أن يرزقه العفو والمغفرة.

فالله عز وجل غفور رحيم، يحب العفو والتجاوز عن الذنوب والخطايا، فليستجب لدعائنا ويغفر لنا ذنوبنا ويتجاوز عنها، إنه على كل شيء قدير.

أضف تعليق