اللهم إِنَّكَ عفو تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عنا مزخرفة

اللهم إِنَّكَ عفو تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عنا مزخرفة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ﴾ [الشورى: 23]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب العفو عن عباده» [رواه الترمذي].

ومن أسماء الله الحسنى “العفو”، ومعنى العفو هو محو الذنوب والمعاصي والتجاوز عنها، وهو من أعظم صفات الله تعالى، وقد قرن الله تعالى العفو بالمغفرة في كثير من آيات القرآن الكريم، فقال تعالى: ﴿وَغَفُورٌ ذُو عَفْوٍ﴾ [الشورى: 23]، وقال تعالى: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: 173].

الدعاء بالعفو من الله تعالى

يجب على المسلم أن يدعو الله تعالى بالعفو والمغفرة، وأن يستغفره على ذنوبه ومعاصيه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، غفر له» [رواه الترمذي].

ويدل هذا الحديث على أن الله تعالى يحب أن يدعوه عباده بالعفو والمغفرة، وأنه يغفر لمن دعاه بذلك.

أسباب العفو الإلهي

هناك أسباب عديدة للعفو الإلهي، منها:

التوبة النصوح: وهي التوبة الصادقة التي يندم فيها العبد على ذنبه، ويستغفر الله تعالى ويتعزم على عدم العودة إليه.

الدعاء بالعفو: كما ذكرنا في الحديث السابق، فإن الدعاء بالعفو من الله تعالى من أسباب العفو الإلهي.

عمل الصالحات: فإن عمل الصالحات يكفر عن السيئات، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» [رواه مسلم].

بر الوالدين: فإن بر الوالدين من أسباب العفو الإلهي، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة الوالد لولده» [رواه الترمذي].

صلة الرحم: فإن صلة الرحم من أسباب العفو الإلهي، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه» [رواه البخاري].

فضل العفو عند الله تعالى

للعفو عند الله تعالى فضل كبير، منها:

مغفرة الذنوب والمعاصي: كما ذكرنا في الحديث السابق، فإن الله تعالى يغفر لمن دعاه بالعفو.

دخول الجنة: فإن الله تعالى يدخل الجنة من عفا عن الناس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة إلا من عفا» [رواه أبو داود].

نيل محبة الله تعالى: فإن الله تعالى يحب العفو عن عباده، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب العفو عن عباده» [رواه الترمذي].

رفع الدرجات في الآخرة: فإن العفو عن الناس من أسباب رفع الدرجات في الآخرة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عفا وأصلح فأجره على الله» [رواه البخاري].

زيادة الرزق: فإن العفو عن الناس من أسباب زيادة الرزق، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من وصله رحمه زاده الله في عمره ووسع له في رزقه» [رواه أحمد].

آثار العفو الإلهي على العبد

للعفو الإلهي آثار إيجابية كثيرة على العبد، منها:

راحة البال: فإن العبد الذي يعفو عن الناس يشعر براحة البال والسكينة والطمأنينة.

السعادة: فإن العفو عن الناس من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السعيد من عفا ورحم» [رواه الطبراني].

المحبة: فإن العبد الذي يعفو عن الناس يحبه الناس ويكرمونه.

التوفيق والسداد: فإن العفو عن الناس من أسباب التوفيق والسداد في الحياة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عفا عمن ظلمه أعانه الله على من بغى عليه» [رواه الطبراني].

النجاة من النار: فإن العفو عن الناس من أسباب النجاة من النار، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عفا عن أخيه المسلم في الدنيا عفا الله عنه يوم القيامة» [رواه أحمد].

الخلاصة

إن العفو من الله تعالى فضل كبير، وهو من أعظم صفات الله تعالى. ويجب على المسلم أن يدعو الله تعالى بالعفو والمغفرة، وأن يستغفره على ذنوبه ومعاصيه. وللعفو الإلهي آثار إيجابية كثيرة على العبد، منها راحة البال والسعادة والمحبة والتوفيق والسداد والنجاة من النار.

أضف تعليق