اللهم ارزقنا الحق حقا وارزقنا اتباعه

No images found for اللهم ارزقنا الحق حقا وارزقنا اتباعه

مقدمة

إن الله عز وجل هو الرزاق المنان ذو الرحمة الواسعة الذي ينعم على عباده بنعمه الظاهرة والباطنة، وقد أمرنا الله عز وجل أن ندعوه ونسأله من فضله، قال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، ومن أعظم الأدعية التي يمكن أن يدعوها المسلم هو دعاء {اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الْحَقَّ حَقًّا وَارْزُقْنَا اتِّبَاعَهُ}، فهذا الدعاء يطلب من الله تعالى أن يرزقنا الحق ويعيننا على اتباعه، وفي هذا المقال سنتناول شرح هذا الدعاء العظيم.

أولاً: معنى الحق

الحق لغةً هو ضد الباطل، وهو الثابت الذي لا يتغير، أما الحق شرعاً فهو ما أمر الله تعالى به ونهى عنه، وهو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].

ثانياً: أهمية معرفة الحق

إن معرفة الحق من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يسعى إليها، لأنها هي التي تؤدي إلى نجاته في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَمَنْ يُضْلِلُهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [الأعراف: 186-187]، ومن أهم فوائد معرفة الحق:

1. النجاة من عذاب الله تعالى في الدنيا والآخرة.

2. الفوز برضا الله تعالى ومحبته.

3. دخول الجنة والتمتع بنعيمها الدائم.

ثالثاً: أوجه الحق

للحق أوجه عديدة، منها:

1. الحق في العقيدة: وهو الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

2. الحق في العبادات: وهو أداء العبادات على الوجه الصحيح كما أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

3. الحق في المعاملات: وهو الوفاء بالعقود والالتزامات، وعدم الظلم أو الاعتداء على حقوق الآخرين.

4. الحق في السياسة: وهو إقامة العدل والمساواة بين الناس، وعدم الظلم أو الاستبداد.

رابعاً: موانع معرفة الحق

هناك العديد من الموانع التي تحول بين المسلم وبين معرفة الحق، ومن أهمها:

1. الجهل: وهو عدم العلم بالحقائق والأحكام الشرعية، وقد قال تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ} [الأحزاب: 67].

2. الهوى: وهو اتباع الشهوات والرغبات الشخصية، وقد قال تعالى: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص: 26].

3. التعصب: وهو التمسك برأي معين أو مذهب معين دون دليل أو برهان، وقد قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [البقرة: 170].

خامساً: سبل معرفة الحق

هناك العديد من السبل التي يمكن للمسلم من خلالها معرفة الحق، ومن أهمها:

1. طلب العلم الشرعي: وهو تعلم علوم القرآن والسنة وفقه الصحابة والتابعين، قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282].

2. الاستماع إلى أهل العلم: وهم العلماء والفقهاء الذين أعطاهم الله تعالى علماً واسعاً في الدين، قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: 7].

3. الدعاء إلى الله تعالى: وهو أن يرزقنا الله تعالى معرفة الحق واتباعه، قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114].

سادساً: فضل اتباع الحق

لاتباع الحق فضل كبير، ومن أهمه:

1. رضا الله تعالى ومحبته.

2. دخول الجنة والتمتع بنعيمها الدائم.

3. النجاة من عذاب الله تعالى في الدنيا والآخرة.

4. الفوز بالعزة والكرامة في الدنيا والآخرة.

5. حصول المسلم على السعادة والطمأنينة في قلبه.

سابعاً: أسباب اتباع الحق

هناك العديد من الأسباب التي تدفع المسلم إلى اتباع الحق، ومن أهمها:

1. معرفة الحق: فمن عرف الحق علم أنه الصحيح الذي يجب اتباعه.

2. الخوف من الله تعالى: فمن خاف الله تعالى اتبع أمره واجتنب نهيه.

3. محبة الله تعالى: فمن أحب الله تعالى اتبع أوامره واجتنب نواهيه.

4. الرغبة في دخول الجنة والنجاة من عذاب النار.

5. سماع وعظ الناصحين.

خاتمة

إن دعاء {اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الْحَقَّ حَقًّا وَارْزُقْنَا اتِّبَاعَهُ} هو دعاء عظيم يطلب فيه المسلم من الله تعالى أن يرزقه معرفة الحق واتباعه، وقد ذكرنا في هذا المقال معنى الحق وأهميته وسبل معرفته وأسباب اتباعه، نسأل الله تعالى أن يرزقنا معرفة الحق واتباعه، وأن يثبتنا عليه حتى نلقاه.

أضف تعليق