اللهم ارفع عن البلاء

اللهم ارفع عن البلاء

اللهم ارفع عنا البلاء

المقدمة:

البلاء هو كل ما يصيب الإنسان من مكروه في نفسه أو ماله أو أهله أو ولده، وهو ابتلاء واختبار من الله عز وجل لعباده المؤمنين ليمتحن صبرهم وثباتهم على الإيمان. ودائماً ما نردد الدعاء “اللهم ارفع عنا البلاء” متضرعين لله عز وجل أن يكشف عنا البلاء والمحن، وفي هذا المقال سنتحدث عن معنى البلاء وأنواعه وآثار البلاء في حياة الإنسان وكيفية التخلص منه.

البلاء والابتلاء:

البلاء هو كل ما يصيب الإنسان من مكروه في دينه أو دنياه، والابتلاء هو اختبار الإنسان فيما إذا كان سيتمسك بالإيمان والصبر أم لا. وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدث عن البلاء والابتلاء، منها قوله تعالى:

“ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون” “البقرة: 155-157”.

أنواع البلاء:

ينقسم البلاء إلى قسمين رئيسيين: البلاء الدنيوي والبلاء الأخروي.

1. البلاء الدنيوي: هو كل ما يصيب الإنسان من مكروه في الدنيا، مثل المرض والفقر والموت والحوادث والكوارث الطبيعية، وهو اختبار من الله لعباده ليمتحن صبرهم وثباتهم على الإيمان.

2. البلاء الأخروي: هو كل ما يصيب الإنسان من عذاب في الآخرة، مثل النار والعذاب الجسدي والنفسي، وهو جزاء الله لعباده على أعمالهم السيئة في الدنيا.

آثار البلاء في حياة الإنسان:

للابتلاء والاختبار أثاره الإيجابية والسلبية على المُختَبَر. فمن الآثار الإيجابية:

1. تقوية الإيمان: يزيد البلاء والابتلاء من إيمان المؤمن ويقينه بربه، ويعزز ثقته بقدرة الله تعالى ويقينه بفضله ورحمته، كما يجعله أكثر خشوعاً وتبتلاً لله عز وجل.

2. رفع الدرجات: يرفع البلاء درجات المؤمن في الجنة، فكل ابتلاء يصيبه في الدنيا يكون سبباً لرفع درجته في الآخرة.

3. تكفير الذنوب: يكفر البلاء والابتلاء ذنوب المؤمن ويطهره من خطاياه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه” “صحيح البخاري”.

4. التربية والتهذيب: يربي البلاء والابتلاء الإنسان ويهذبه ويجعله أكثر صبراً وأقوى تحملاً للمصاعب، كما يجعله أكثر تواضعاً وأقرب إلى الله عز وجل.

5. نيل محبة الله: ينال المؤمن محبة الله عز وجل من خلال ابتلائه واختباره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أحب الله قوماً ابتلاهم” “صحيح الترمذي”.

ومن الآثار السلبية:

1. ضعف الإيمان: قد يؤدي البلاء والابتلاء إلى ضعف إيمان المؤمن وشكوكه في قدرة الله تعالى وعدله، وقد يجعله يتسخط على قدر الله تعالى ويجزع منه.

2. الوقوع في المعاصي: قد يدفع البلاء والابتلاء المؤمن إلى ارتكاب المعاصي والذنوب، وذلك بسبب اليأس والقنوط الذي ينتابه، وقد يجعله يتخلى عن عباداته وواجباته الدينية.

3. الهلاك والعذاب: قد يكون البلاء والابتلاء سبباً في هلاك المُبتلى وعذابه في الدنيا والآخرة، وذلك بسبب عدم صبره على البلاء وعدم استغفاره لربه والتوبة إليه.

كيف نتخلص من البلاء؟:

1. الدعاء: الدعاء إلى الله عز وجل هو من أفضل الطرق للتخلص من البلاء والمحن، فالدعاء سلاح المؤمن، وبه يتقرب العبد من ربه ويسأله رفع البلاء عنه.

2. الصبر: الصبر على البلاء والابتلاء من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمن، فالصبر مفتاح الفرج، وبه ينال المؤمن الأجر والثواب من الله عز وجل.

3. الاستغفار والتوبة: الاستغفار والتوبة إلى الله عز وجل من الذنوب والخطايا من أهم أسباب رفع البلاء والمحن، فالتوبة تجلب رحمة الله عز وجل وتكفر الذنوب وتزيل البلاء.

4. الإحسان إلى الآخرين: الإحسان إلى الآخرين ومساعدتهم من أفضل الطرق لجلب رحمة الله عز وجل ودفع البلاء والمحن، فالإحسان إلى الآخرين سبب في رفع البلاء عن المُحسن وإدخال السرور إلى قلبه.

5. التوكل على الله: التوكل على الله عز وجل والاعتماد عليه في جميع الأمور من أهم أسباب رفع البلاء والمحن، فالتوكل على الله يجعل المؤمن مطمئناً واثقاً برحمة الله عز وجل وعونه.

الخاتمة:

البلاء والابتلاء من سنن الله عز وجل في خلقه، وهو اختبار لعباده المؤمنين ليمتحن صبرهم وثباتهم على الإيمان. وعلى المؤمن أن يتحلى بالصبر والرضا بقضاء الله عز وجل، وأن يدعو الله عز وجل لرفع البلاء عنه، وأن يستغفر ويتوب إلى الله عز وجل من ذنوبه وخطاياه، وأن يحسن إلى الآخرين ويتوكل على الله عز وجل في جميع أموره.

أضف تعليق