مقدمة:
إن البلاء والوباء من الأمور التي يتعرض لها الإنسان في حياته، والتي قد تسبب له الكثير من المشاكل والآلام، وقد نهانا الله تعالى عن إلقاء أنفسنا إلى التهلكة، وأمرنا بالدعاء والتضرع إليه عز وجل لكي يزيل عنا هذا البلاء والوباء، ومن الأدعية التي يمكننا أن ندعو بها الله تعالى في هذا الصدد: “اللهم ازل عنا البلاء والوباء”.
1. أسباب البلاء والوباء:
قد يكون السبب في البلاء والوباء هو ذنوب العباد ومعاصيهم، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾.
وقد يكون السبب في البلاء والوباء هو ابتلاء من الله تعالى لعباده لاختبار صبرهم وإيمانهم، كما قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾.
وقد يكون السبب في البلاء والوباء هو عقاب من الله تعالى لعباده على كفرهم وفسقهم، كما قال تعالى: ﴿فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾.
2. آثار البلاء والوباء:
قد يؤدي البلاء والوباء إلى موت الكثير من الناس، كما حدث في الطاعون الأسود الذي أودى بحياة ملايين الأشخاص في أوروبا في القرن الرابع عشر.
وقد يؤدي البلاء والوباء إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد، حيث قد يؤدي إلى توقف الأعمال التجارية وإغلاق المدارس والمصانع، مما قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة.
وقد يؤدي البلاء والوباء إلى إحداث حالة من الذعر والخوف بين الناس، مما قد يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وفوضى.
3. طرق الوقاية من البلاء والوباء:
الحرص على نظافة اليدين باستمرار وغسلها بالماء والصابون.
تجنب لمس الوجه والعيون والأنف والفم بالأيدي غير النظيفة.
تغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال باستخدام منديل ورقي أو مرفق اليد.
تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المصابين بأمراض معدية.
البقاء في المنزل عند الشعور بالمرض.
4. الأدعية التي يمكن أن ندعو بها الله تعالى لرفع البلاء والوباء:
اللهم ازل عنا البلاء والوباء، اللهم اكشف عنا الضر والأذى، اللهم عافنا واعف عنا وارحمنا.
اللهم يا من بيده الشفاء، اشفي مرضانا واكشف عنهم البلاء والوباء، واجعل عافيتك تحل عليهم.
اللهم يا رحمن يا رحيم، ارحمنا واغفر لنا وارزقنا من فضلك، واجعلنا من عبادك الصالحين.
5. فضل الدعاء في رفع البلاء والوباء:
الدعاء هو عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه عز وجل، وهو سبب في رفع البلاء والوباء، كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا لِضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
الدعاء سبب في جلب الرحمة والبركة، كما قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾.
الدعاء سبب في دفع البلاء والشر، كما قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.
6. أهمية التوكل على الله تعالى في رفع البلاء والوباء:
التوكل على الله تعالى هو الاعتماد عليه وحده في جلب النفع ودفع الضُر، وهو من صفات المؤمنين الصالحين، كما قال تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
التوكل على الله تعالى سبب في رفع البلاء والوباء، كما قال تعالى: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾.
التوكل على الله تعالى سبب في جلب النصر والتمكين، كما قال تعالى: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾.
7. الحكمة من ابتلاء الله تعالى لعباده بالبلاء والوباء:
ابتلاء الله تعالى لعباده بالبلاء والوباء هو من أجل اختبار صبرهم وإيمانهم، كما قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾.
ابتلاء الله تعالى لعباده بالبلاء والوباء هو من أجل تطهيرهم من الذنوب والمعاصي، كما قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.
ابتلاء الله تعالى لعباده بالبلاء والوباء هو من أجل تذكيرهم بضعفهم وحاجتهم إلى الله تعالى، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
الخاتمة:
إن البلاء والوباء من الأمور الصعبة التي يتعرض لها الإنسان في حياته، والتي قد تسبب له الكثير من المشاكل والآلام، ولكن الله تعالى جعل في الدعاء والتضرع إليه عز وجل سببًا في رفع هذا البلاء والوباء، ولذلك يجب علينا أن نكثر من الدعاء إلى الله تعالى وأن نتضرع إليه عز وجل في كشف البلاء والوباء عنا.