خطبة عن البلاء والوباء

خطبة عن البلاء والوباء

خطبة عن البلاء والوباء

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن البلاء والوباء من الأمور التي ابتلي بها الإنسان منذ القدم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في مواضع كثيرة، وقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالصبر والاحتساب والصلاة والدعاء عند نزول البلاء والوباء، ومن ذلك قوله تعالى: “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”.

أولاً: أسباب البلاء والوباء:

1. الذنوب والمعاصي: إن الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الناس هي من أسباب نزول البلاء والوباء، قال تعالى: “وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ”.

2. التكبر والغرور: إن التكبر والغرور الذي يصيب الناس بسبب ما أنعم الله عليهم من نعم هو من أسباب نزول البلاء والوباء، قال تعالى: “وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا”.

3. الظلم والفساد: إن الظلم والفساد الذي ينتشر بين الناس هو من أسباب نزول البلاء والوباء، قال تعالى: “وَإِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”.

ثانيًا: أنواع البلاء والوباء:

1. البلاء الجسدي: وهو البلاء الذي يصيب الإنسان في جسده، كالمرض والفقر والجوع والعطش والحر والبرد وغير ذلك.

2. البلاء النفسي: وهو البلاء الذي يصيب الإنسان في نفسه، كالهم والحزن والكرب والقلق والخوف وغير ذلك.

3. البلاء الاجتماعي: وهو البلاء الذي يصيب الإنسان في مجتمعه، كالحروب والفتن والمجاعات والزلازل والفيضانات وغير ذلك.

ثالثًا: حكم البلاء والوباء:

1. البلاء والوباء من سنن الله تعالى في خلقه، قال تعالى: “وَلنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”.

2. البلاء والوباء قد يكونان رحمة من الله تعالى لعباده، قال تعالى: “وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”.

3. البلاء والوباء قد يكونان نقمة من الله تعالى على عباده بسبب ذنوبهم ومعاصيهم، قال تعالى: “وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ”.

رابعًا: فضل الصبر والاحتساب عند نزول البلاء والوباء:

1. الصبر والاحتساب على البلاء والوباء من أسباب دخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من سيئاته”.

2. الصبر والاحتساب على البلاء والوباء من أسباب رفع الدرجات في الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط”.

3. الصبر والاحتساب على البلاء والوباء من أسباب مغفرة الذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له من العمل مثل ما كان يعمل وهو صحيح مقيم”.

خامسًا: آداب المسلم عند نزول البلاء والوباء:

1. الإيمان بالقضاء والقدر: يجب على المسلم عند نزول البلاء والوباء أن يؤمن بالقضاء والقدر ويوقن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

2. الصبر والاحتساب: يجب على المسلم عند نزول البلاء والوباء أن يصبر ويحتسب أجره عند الله تعالى.

3. الدعاء والتضرع إلى الله تعالى: يجب على المسلم عند نزول البلاء والوباء أن يدعو الله تعالى ويتضرع إليه أن يكشف عنه البلاء والوباء وأن يكتب له الأجر والمثوبة.

سادسًا: واجبات المسلمين تجاه البلاء والوباء:

1. الالتزام بتعاليم الوقاية: يجب على المسلمين الالتزام بتعاليم الوقاية من البلاء والوباء التي أوصى بها أهل العلم والخبراء، كغسل اليدين بالماء والصابون وارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وغير ذلك.

2. مساعدة المحتاجين: يجب على المسلمين مساعدة المحتاجين والمتضررين من البلاء والوباء، كإطعام الطعام وإيواء المشردين وتقديم العلاج للمرضى وغير ذلك.

3. الدعاء والتضرع إلى الله تعالى: يجب على المسلمين الدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يكشف عنهم البلاء والوباء وأن يكتب لهم الأجر والمثوبة.

سابعًا: الخاتمة:

وفي الختام، فإن البلاء والوباء من الأمور التي ابتلي بها الإنسان منذ القدم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في مواضع كثيرة، وقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالصبر والاحتساب والصلاة والدعاء عند نزول البلاء والوباء، ومن ذلك قوله تعالى: “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِIN إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”.

أضف تعليق