اللهم اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى

اللهم اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى

اللهم أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أهم الأدعية التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، دعاء اللهم أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، ففي هذه الدعوة خير الدنيا والآخرة، فهي تجمع بين الهداية والتقوى والعفاف والغنى، وهي من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يدعو بها في كثير من الأوقات.

الهدى:

1. الهدى هو نور القلب الذي يميز بين الحق والباطل، والصواب والخطأ، والهدى منحة من الله تعالى، يمن بها على من يشاء من عباده، وهو نعمة عظيمة يجب علينا أن نشكر الله عليها، ونسأله أن يثبتنا عليها.

2. الهدى أساس السعادة في الدنيا والآخرة، فمن اهتدى إلى الصراط المستقيم، فقد فاز برضا الله تعالى، ونال جنته، ومن ضل عن الصراط المستقيم، فقد شقي في الدنيا والآخرة، ونال سخط الله تعالى، وناره.

3. من علامات الهدى، اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والتمسك بالكتاب والسنة، ومجانبة البدع والضلالات، والحرص على فعل الخيرات، واجتناب المنكرات.

التقوى:

1. التقوى هي الخوف من الله تعالى، ومراقبته في السر والعلن، والتقوى من أعظم مقامات الإيمان، وهي من صفات المتقين الذين وعدهم الله تعالى بالجنة، قال تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ).

2. التقوى تحفظ المسلم من الوقوع في المعاصي والذنوب، وتقيه من عذاب الله تعالى، قال تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).

3. من علامات التقوى، الإخلاص لله تعالى، والحرص على أداء العبادات المفروضة، والابتعاد عن المحرمات.

العفاف:

1. العفاف هو الحفاظ على النفس عن الشهوات المحرمة، وهو من صفات المؤمنين الذين وعدهم الله تعالى بالجنة، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

2. العفاف يحفظ المسلم من الوقوع في الفاحشة والزنا، ويصون عرضه وشرفه، قال تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).

3. من علامات العفاف، غض البصر، والحرص على ستر العورة، والبعد عن أماكن الفتنة.

الغنى:

1. الغنى هو ضد الفقر، وهو من النعم التي من بها الله تعالى على عباده، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخِيلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).

2. الغنى نعمة عظيمة، لكنها قد تكون ابتلاء من الله تعالى، قال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ).

3. من علامات الغنى، القناعة بما رزقك الله تعالى، والرضا بما قسمه لك، والشكر لله تعالى على نعمه.

الرابط بين الهدى والتقى والعفاف والغنى:

1. الهدى والتقى والعفاف والغنى، كلها أمور مترابطة، فمن اهتدى إلى الصراط المستقيم، وراقب الله تعالى في السر والعلن، وحفظ نفسه عن الشهوات المحرمة، كان غنيًا عن الناس، وكفاه الله تعالى شر الفقر.

2. ومن ضل عن الصراط المستقيم، ولم يراقب الله تعالى في السر والعلن، ولم يحفظ نفسه عن الشهوات المحرمة، كان فقيرًا إلى الناس، واحتاج إلى مساعدتهم.

3. لذلك، فإن من أراد الغنى، فعليه أن يطلب الهدى والتقى والعفاف، فإن هذه الأمور هي مفتاح الغنى الحقيقي.

فضل دعاء اللهم أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى:

1. إن دعاء اللهم أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، من الأدعية المستجابة بإذن الله تعالى، فقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال دعاء اللهم أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، استجاب الله له”.

2. ومن فضل هذا الدعاء، أنه يجمع بين خير الدنيا والآخرة، فهو يطلب من الله تعالى الهدى والتقى والعفاف والغنى، وهي أمور يحتاجها المسلم في حياته الدنيا وفي الآخرة.

3. لذلك، فإن من كان حريصًا على الفوز برضا الله تعالى، ونيل جنته، فعليه أن يحرص على الدعاء بهذا الدعاء.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن دعاء اللهم أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، من الأدعية العظيمة التي ينبغي للمسلم أن يحرص على الدعاء بها، فهو دعاء يجمع بين خير الدنيا والآخرة، وهو من الأدعية المستجابة بإذن الله تعالى.

أضف تعليق