اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين مزخرفه

اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين مزخرفه

اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فهذا مقال نستعرض فيه معاني وأدعية الاستسقاء، وأهمية الاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله تعالى لطلب الغيث، ودلائل استجابة الدعاء، مع ذكر بعض الآيات والأحاديث الدالة على استجابة الله تعالى لعباده المؤمنين.

1. الاستسقاء والاستغفار:

الاستسقاء هو طلب الغيث من الله تعالى، وهو عبادة عظيمة لها شروط وآداب، ومن هذه الشروط:

أن يكون الداعي مخلصًا لوجه الله تعالى، وأن يكون صادقًا في طلبه.

أن يكون الداعي على طهارة، وأن يكون مستقبلًا للقبلة، وأن يكون رافعًا يديه إلى السماء.

أن يكون الداعي خاشعًا ومتضرعًا إلى الله تعالى، وأن يكون حسن الظن به.

يعد الاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله تعالى من أهم أسباب نزول الغيث، فقد قال تعالى: ﴿وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ﴾ [هود: 52].

روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من عبد يذنب ذنبًا فيستغفر الله منه، ثم يتوب إليه إلا غفر له، حتى لو كان قاتلًا، ما لم يقتل نفسًا في غير حقها”.

2. آداب الدعاء:

لا بد من استقبال القبلة عند الدعاء، ورفع اليدين إلى السماء، والتضرع إلى الله تعالى بخشوع وإخلاص.

يجب أن يكون الدعاء صادقا وخالصا لله وحده، لا لشريك له، وأن يكون الداعي على يقين بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه.

يجب أن يكون الدعاء بما فيه خير للفرد وللمجتمع، وأن يكون بعيدًا عن الظلم والعدوان.

3. فوائد الاستسقاء:

الاستسقاء به معنى التضرع إلى الله تعالى واللجوء إليه، وهذا من أعظم العبادات.

الاستسقاء يزرع في النفس التوكل على الله تعالى، ويعلمها اليقين بقضائه وقدره.

الاستسقاء يجلب الغيث والرحمة من الله تعالى، وييسر الرزق وينشر الخير والبركة في الأرض.

4. دلائل استجابة الدعاء:

هناك العديد من الأدلة في القرآن الكريم والسنة النبوية التي تدل على استجابة الله تعالى لعباده المؤمنين، ومن هذه الأدلة:

قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186].

روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء هو العبادة”.

5. صيغ الدعاء للاستسقاء:

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها عند الاستسقاء، ومن هذه الأدعية:

“اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين”.

“اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا نافعًا غير ضار ولا مضر، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين”.

6. مواصلة الدعاء وعدم اليأس:

يجب على المسلم أن يواصل الدعاء حتى يستجيب الله تعالى له، ولا ييأس أبدًا، فقد قال تعالى: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: 87].

7. الاستمرار في الدعاء ولو تأخر استجابة الدعاء:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يعجل”، قالوا: يا رسول الله، ما معنى يعجل؟ قال: “يقول: قد دعوت فلم يستجب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء”.

الخاتمة:

الاستسقاء من العبادات العظيمة التي لها شروط وآداب، ويجب على المسلم أن يدعو الله تعالى بالغيث ولا ييأس أبدًا، فالله تعالى قريب من عباده يجيب دعوة الداع إذا دعاه، ويجب على المسلم أن يكون على يقين باستجابة الله تعالى لدعائه، وأن يواصل الدعاء حتى يستجيب الله تعالى له.

أضف تعليق