بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم الأدعية التي كان يرددها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تزال تردد على ألسنة المسلمين إلى يومنا هذا، دعاء “اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي”.
وهذا الدعاء يبين لنا عبودية العبد لله عز وجل، وأن العبد لا حول له ولا قوة إلا بالله، وأنه محتاج إلى الله في كل وقت وحين.
وهذا الدعاء يبين لنا أيضًا أهمية الأخذ بالأسباب، فليس من المنطق أن يجلس العبد ويكتفي بدعاء الله عز وجل، بل عليه أن يأخذ بالأسباب ويجتهد لتحقيق أهدافه، ثم يدعو الله عز وجل أن يبارك في جهوده.
أولاً: مناجاة العبد لربه:
1. الدعاء مناجاة العبد لربه، وهو من أفضل العبادات وأحبها إلى الله عز وجل.
2. قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].
3. وقال صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة” [أبو داود].
ثانيًا: ضعف القوة:
1. ضعف القوة هو من صفات البشر، فالإنسان ضعيف بطبيعته، ولا حول له ولا قوة إلا بالله.
2. قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر: 26].
3. وقال صلى الله عليه وسلم: “لا حول ولا قوة إلا بالله” [البخاري].
ثالثًا: الحاجة إلى الله عز وجل:
1. الإنسان محتاج إلى الله عز وجل في كل وقت وحين، فهو محتاج إليه في رزقه، وفي صحته، وفي أمنه، وفي جميع أمور حياته.
2. قال الله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163].
3. وقال صلى الله عليه وسلم: “اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد” [البخاري].
رابعًا: أهمية الأخذ بالأسباب:
1. الأخذ بالأسباب من الأمور المهمة في حياة الإنسان، فليس من المنطق أن يجلس العبد ويكتفي بدعاء الله عز وجل، بل عليه أن يأخذ بالأسباب ويجتهد لتحقيق أهدافه.
2. قال الله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39].
3. وقال صلى الله عليه وسلم: “إن الله كتب المقادير كلها قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة” [مسلم].
خامسًا: التوكل على الله عز وجل:
1. التوكل على الله عز وجل هو من أهم أسباب النجاح في الحياة، فالمتوكل على الله لا ييأس أبدًا، ولا يتشاؤم، بل يثق دائمًا بأن الله عز وجل معه.
2. قال الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23].
3. وقال صلى الله عليه وسلم: “من توكل على الله كفاه” [ابن ماجه].
سادسًا: الاستغفار والدعاء:
1. الاستغفار والدعاء من أهم العبادات التي تقرب العبد إلى الله عز وجل، والاستغفار هو طلب العبد من الله عز وجل أن يغفر له ذنوبه، والدعاء هو طلب العبد من الله عز وجل أن يحقق له حاجاته.
2. قال الله تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المزمل: 20].
3. وقال صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة” [أبو داود].
سابعًا: الصبر على البلاء:
1. الصبر على البلاء من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها العبد المسلم، فالصبر هو الثبات على الحق، وعدم اليأس أو القنوط عند المصائب والشدائد.
2. قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].
3. وقال صلى الله عليه وسلم: “الصبر نصف الإيمان” [البخاري].
الخاتمة:
فالحمد لله الذي جعل لنا في الدعاء سلاحًا نتقوى به على ضعف قوتنا، ونستعين به على تحقيق أهدافنا، نسأل الله عز وجل أن يرزقنا قوة الإيمان، والصبر على البلاء، وأن يحقق لنا جميعًا حاجاتنا، إنه سميع مجيب الدعاء.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.