No images found for اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك
الفقرة الأولى (مقدمة):
اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بطلب الرزق الحلال، ونهانا عن أكل الحرام، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 168]، وقال تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} [الأنعام: 121]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أكل لقمة من حرام لم تقبل له صلاة أربعين ليلة” [رواه أحمد].
الفقرة الثانية (فضل الرزق الحلال):
للرزق الحلال فضائل كثيرة، منها:
– أنه بركة ونماء في المال، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3].
– أنه طمأنينة القلب وسكينة النفس، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} [الرعد: 29].
– أنه سبب لدخول الجنة، قال تعالى: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا طِيبًا رِزْقُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [آل عمران: 198].
الفقرة الثالثة (مذمة الرزق الحرام):
للرزق الحرام مفاسد كثيرة، منها:
– أنه سبب لحرمان الدعاء، قال تعالى: {لَا تَسْتَجِيبُ لِدُعَائِهِمْ وَإِنْ يَسْتَنْصِرُوكَ فَلا تَنْصُرْهُمْ} [الأنفال: 18].
– أنه سبب لسوء الخاتمة، قال تعالى: {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 111].
– أنه سبب لدخول النار، قال تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} [الصافات: 64].
الفقرة الرابعة (سُبُل الرزق الحلال):
هناك العديد من السبل التي يمكن من خلالها الحصول على الرزق الحلال، منها:
– العمل الحلال: ويشتمل ذلك على أي عمل مباح شرعًا، مثل التجارة والزراعة والصناعة والطب والتعليم وغير ذلك.
– الزراعة: قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} [المؤمنون: 18].
– تربية الحيوانات: قال تعالى: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [النحل: 5].
الفقرة الخامسة (الآفات التي تُفسد الرزق الحرام):
هناك العديد من الآفات التي تُفسد الرزق وتجعله حرامًا، منها:
– الربا: وهو الزيادة التي يأخذها المُقرض من المقترض، قال تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا} [البقرة: 275].
– الغش: وهو خداع الناس في البيع والشراء، قال تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} [المطففين: 1-3].
– الاحتكار: وهو شراء السلع وتخزينها بهدف رفع أسعارها، قال تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46].
الفقرة السادسة (كيفية حفظ الرزق):
هناك العديد من الأمور التي يمكن القيام بها من أجل حفظ الرزق، منها:
– الإكثار من ذكر الله والدعاء: قال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: 205].
– الصدقة: قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39].
– وصلة الأرحام: قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال: 1].
الفقرة السابعة (الخلاصة):
الرزق الحلال هو الرزق الذي كسبه المسلم من عمل مباح شرعًا، ويشتمل ذلك على أي عمل حلال، مثل التجارة والزراعة والصناعة والطب والتعليم وغير ذلك. أما الرزق الحرام فهو الرزق الذي كسبه المسلم من عمل محرم شرعًا، ويشتمل ذلك على الربا والغش والاحتكار وغير ذلك. ونسأل الله أن يغنينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه.