المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فيقول الله سبحانه وتعالى: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ}، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالدعاء والابتهال إليه، وأن نطلب منه العون والتوفيق في كل أمورنا، ومن أهم ما نحتاج إلى الدعاء فيه هو أن يكفينا الله بحلاله عن حرامه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من اكتفى بما أعطاه الله فهو أغنى الناس”، وفي هذا المقال سنتحدث عن أهمية الدعاء بهذا الدعاء، وما هي فوائده، وكيف يمكننا أن نتحصن من الحرام.
الفقرة الأولى: أهمية الدعاء بأن يكفينا الله بحلاله عن حرامه:
1. إن هذا الدعاء يحفظنا من الوقوع في المعاصي والذنوب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه”، فالدعاء بأن يكفينا الله بحلاله عن حرامه يحفظنا من الوقوع في هذه الشبهات والوقوع في المعاصي والذنوب.
2. إن هذا الدعاء يجعلنا نكتفي بما أعطانا الله، ولا نطمع فيما عند غيرنا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يرض بما قسم الله له فليس من الله في شيء”، فالدعاء بأن يكفينا الله بحلاله عن حرامه يجعلنا راضين بما قسم الله لنا، ولا نطمع فيما عند غيرنا، وهذا من أهم أسباب السعادة والطمأنينة في الحياة.
3. إن هذا الدعاء يجعلنا نؤدي واجباتنا على أكمل وجه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كانت الدنيا همه فرّق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُسم له، ومن كانت الآخرة همه جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة”، فالدعاء بأن يكفينا الله بحلاله عن حرامه يجعلنا نركز على أداء واجباتنا الدينية والدنيوية على أكمل وجه، ولا ننشغل بالدنيا ومتاعها.
الفقرة الثانية: فوائد الدعاء بأن يكفينا الله بحلاله عن حرامه:
1. إن هذا الدعاء يجعلنا نشعر بالراحة والطمأنينة في الحياة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أصبح آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”، فالدعاء بأن يكفينا الله بحلاله عن حرامه يجعلنا نشعر بالراحة والطمأنينة في الحياة، لأننا نعلم أن الله تعالى معنا، وأنه لن يخذلنا أبدًا.
2. إن هذا الدعاء يجعلنا ننعم بالصحة والعافية، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”، فالدعاء بأن يكفينا الله بحلاله عن حرامه يجعلنا ننعم بالصحة والعافية، لأننا نبتعد عن كل ما يضر بصحتنا، ونحرص على تناول الأطعمة الصحية والحلال.
3. إن هذا الدعاء يجعلنا نرزق بالأبناء الصالحين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة”، فالدعاء بأن يكفينا الله بحلاله عن حرامه يجعلنا نرزق بالأبناء الصالحين، لأننا نحرص على تربيتهم على الأخلاق الفاضلة، ونعلمهم حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
الفقرة الثالثة: كيفية التحصن من الحرام:
1. علينا أن نتعرف على الحرام في كل صوره وأشكاله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات”، فإذا عرفنا الحرام لن نقع فيه، ولن نحتاج إلى أن ندعو الله تعالى بأن يكفينا عنه.
2. علينا أن نتجنب كل ما يقربنا من الحرام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك”، فإذا ابتعدنا عن كل ما يريبنا، ابتعدنا عن الحرام.
3. علينا أن ندعو الله تعالى بأن يكفينا بحلاله عن حرامه، فالدعاء من أقوى الأسلحة التي يمكننا أن نستعين بها على التحصن من الحرام، فقد قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.
خاتمة المقال:
في ختام هذا المقال، نؤكد على أهمية الدعاء بأن يكفينا الله بحلاله عن حرامه، فهذا الدعاء يحفظنا من الوقوع في المعاصي والذنوب، ويجعلنا نكتفي بما أعطانا الله، ولا نطمع فيما عند غيرنا، ويجعلنا نؤدي واجباتنا على أكمل وجه، فندعو الله تعالى أن يكفينا بحلاله عن حرامه، وأن يرزقنا من فضله، إنه ولي ذلك والقادر عليه.