المقدمة
اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم النعم التي امتن الله بها على عباده هي نعمة الرزق الحلال، فإنه أساس الحياة الدنيا، وهو سبب الراحة والطمأنينة، وهو الذي يقينا من ذل السؤال والافتقار إلى الناس، قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ حَسْبُكَ} [الأحزاب: 3].
الاستغناء بالله عن سواه
وإذا استغنيت بالله وحده عن سواه عز وجل، فلا يحتاجك إلى أحد من خلقه، ولا يفتقر إليك أحد منهم، فيكون لك عزة النفس، ورفعة المنزلة عند الله وعند الناس، قال تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 17-18].
الطمأنينة والسكينة
ومن فوائد الاستغناء بالله عن سواه الطمأنينة والسكينة التي يشعر بها العبد في قلبه، فلا يقلق ولا يضطرب لشيء من أمور الدنيا، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82].
النجاة من الذل والمهانة
ومن فوائد الاستغناء بالله عن سواه النجاة من الذل والمهانة، فلا يضطر العبد إلى سؤال الناس أو التذلل لهم، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة: 34].
الحرية والاستقلال
ومن فوائد الاستغناء بالله عن سواه الحرية والاستقلال، فلا يكون العبد مرتهناً لأحد من خلقه، ولا مضطراً إلى مجاملته أو تملقه، قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَيُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التغابن: 3].
العزة والكرامة
ومن فوائد الاستغناء بالله عن سواه العزة والكرامة، فلا يهان العبد ولا يذل، قال تعالى: {فَاسْتَغْنُوا بِاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15].
قوة الإيمان وثبات اليقين
ومن فوائد الاستغناء بالله عن سواه قوة الإيمان وثبات اليقين، فلا يتزعزع إيمان العبد مهما واجهه من ابتلاءات أو شدائد، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ فِيهِمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} [المائدة: 66].
الخاتمة
نسأل الله تعالى أن يغنينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه، وأن يرزقنا من حيث لا نحتسب، وأن يجعلنا من عباده الصادقين المتوكلين عليه، إنه سميع مجيب الدعاء.