المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يعيها ويدركها جيدًا هي إدراكه لحقيقة أنه فقير إلى الله تعالى، وأن الله تعالى هو وحده الغني عن العالمين، وهذا الإدراك له أهمية كبيرة في حياة المسلم، فهو يجعله يشعر بالعبودية لله وحده، ويدفعه إلى التوكل عليه في جميع أموره، ويجعله أيضًا يشعر بالتواضع لله تعالى، ويزيده خوفًا منه ورجاءً فيه.
1. معنى الغنى والفقر
الغني: هو الاستغناء عن الغير، وعدم الحاجة إليه في شيء.
الفقر: هو الحاجة إلى الغير، وعدم الاستغناء عنه في شيء.
2. الله تعالى هو الغني عن العالمين
الله تعالى هو الغني المطلق، وهو الغني عن كل شيء، وهو الذي يغني من يشاء بفضله وكرمه.
لا يحتاج الله تعالى إلى أحد من خلقه، ولا إلى شيء من مخلوقاته، فهو قادر على أن يخلق ما يشاء، ومتى يشاء، وكيف يشاء.
غنى الله تعالى هو من أركان الإيمان بالله تعالى، وهو من صفاته العظيمة، وهو من أسباب محبته وتعظيمه.
3. نحن الفقراء إلى الله تعالى
نحن الفقراء إلى الله تعالى في جميع أمورنا، فلا نستغني عنه في شيء من الأشياء.
نحتاج إلى الله تعالى في رزقنا، وفي صحتنا، وفي عافيتنا، وفي جميع شؤون حياتنا.
فقرنا إلى الله تعالى هو من أسباب ذلنا وخضوعنا له، وهو من أسباب عبادتنا وتوحيدنا له.
4. أهمية الشعور بالفقر إلى الله تعالى
الشعور بالفقر إلى الله تعالى يجعل المسلم يشعر بالعبودية لله وحده.
الشعور بالفقر إلى الله تعالى يدفع المسلم إلى التوكل عليه في جميع أموره.
الشعور بالفقر إلى الله تعالى يجعل المسلم يشعر بالتواضع لله تعالى، ويزيده خوفًا منه ورجاءً فيه.
5. أسباب الشعور بالفقر إلى الله تعالى
التفكر في عظمة الله تعالى، وفي قدرته، وفي صفاته.
التفكر في نعمة الله تعالى علينا، وفي فضله وكرمه.
التفكر في آيات الله تعالى في الكون، وفي مخلوقاته.
6. آثار الشعور بالفقر إلى الله تعالى
الشعور بالعبودية لله وحده.
التوكل على الله تعالى في جميع الأمور.
التواضع لله تعالى.
الخوف من الله تعالى.
الرجاء في الله تعالى.
7. الحث على الشعور بالفقر إلى الله تعالى
حثنا الله تعالى في كتابه العزيز على الشعور بالفقر إليه، فقال سبحانه وتعالى: “يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد”.
حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الشعور بالفقر إلى الله تعالى، فقال: “يا أيها الناس تفقروا إلى الله فإن الغنى هو الله”.
أمرنا الله تعالى أن ندعوه بدعاء الفقراء، فقال سبحانه وتعالى: “ادعوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين”.
الخاتمة
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الشعور بالفقر إليه، وأن يجعلنا من المتوكلين عليه، وأن يرزقنا الغنى في الدنيا والآخرة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.