اللهم انك عفوا تحب العفو فاعفوا عنا

اللهم إنك عفوا تحب العفو فاعف عنا

الـمـقـدمـة:

اللهم إنك عفوا تحب العفو فاعف عنا، فهذا الدعاء العظيم الذي ينبغي لكل مسلم أن يردده ويكرره في كل وقت وحين، فالله تعالى هو العفو الكريم الذي يحب أن يعفو عن عباده ويتجاوز عن سيئاتهم، وقد أمرنا في كتابه العزيز بالاستغفار والتوبة إليه، ومن رحمته الواسعة أنه جعل العفو من صفات حبيبت إلى نفسه، ولذلك فإن هذا الدعاء من الأدعية المستجابة إن شاء الله.

1. عفو الله تعالى:

-من أسماء الله الحسنى “العفو”، وهو الذي يصفح عن عباده ويتجاوز عن سيئاتهم، ويمحو أخطاءهم، ولا يؤاخذهم على تقصيرهم.

-وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية أحاديث كثيرة تبين عفو الله تعالى ومغفرته، منها قوله تعالى:{هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}.

-وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل يديه إليه أن يردهما صفراً}.

2. محبة الله للعفو:

-ومن رحمة الله تعالى أنه يحب العفو، ويفرح بتوبة عباده ورجوعهم إليه، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تبين محبة الله تعالى للعفو، منها قوله صلى الله عليه وسلم:{إن الله أفرح بتوبة عبده من رجل أضل راحلته في أرض فلاة، فوجدها}.

-وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها}.

-وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقبيح ملء الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقبيح ملء الأرض مغفرة}.

3. فضل الاستغفار:

-ومن فضل الله تعالى على عباده أنه جعل الاستغفار من أسباب العفو والمغفرة، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تبين فضل الاستغفار، منها قوله صلى الله عليه وسلم:{من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غُفر له وإن كان فر من الزحف}.

-وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ثلاث مرات، غُفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر}.

-وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{من استغفر الله في اليوم سبعين مرة، غُفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر}.

4. شروط الاستغفار:

-ولكي يكون الاستغفار مقبولاً عند الله تعالى، لا بد من توفر شروط معينة، منها الإخلاص لله تعالى، والتوبة النصوح، والعزم على عدم العودة إلى الذنب، ورد المظالم إلى أهلها، واستحلال من ظلمهم.

-ومن شروط الاستغفار أن يكون بلسان الصادقين، وأن يكون من قلب خاشع، وأن يكون مصحوباً بالبكاء والتضرع إلى الله تعالى.

-ومن شروط الاستغفار أن يكون الاستغفار عاماً، أي أن يشمل جميع الذنوب والسيئات، وأن يكون مستمراً حتى يتوب الله تعالى على العبد.

5. كيـفـيـة الـدعـاء:

-يمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بهذا الدعاء في أي وقت وفي أي مكان، ولكن الأفضل أن يكون في أوقات الإجابة، مثل الثلث الأخير من الليل، وبعد الصلوات المفروضة، وعند السجود.

-ومن الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستغفار: “اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره”.

-ومن الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستغفار: “اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير”.

6. آثار الاستغفار:

-ومن آثار الاستغفار على العبد المؤمن أنه يكفر الذنوب ويمحو السيئات، ويرفع الدرجات، وينير الوجه، ويوسع الرزق، ويجلب السعادة والطمأنينة إلى القلب.

-ومن آثار الاستغفار على العبد المؤمن أنه يقرب العبد من ربه، ويصلح حاله، وييسر أموره، ويدفع عنه البلاء والشر، ويحفظه من كيد الأعداء.

-ومن آثار الاستغفار على العبد المؤمن أنه ينير قبره، وييسر عليه الحساب، ويدخله الجنة بغير حساب.

7. الـخـاتـمـة:

نسأل الله تعالى أن يوفقنا لتلاوة هذا الدعاء العظيم، وأن يقبل توبتنا ويغفر لنا ذنوبنا، وأن يعفو عنا برحمته وفضله وجوده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *