اللهم إنك عفوا كريم وأن تحب العفو فاعف عنا

اللهم إنك عفوا كريم وأن تحب العفو فاعف عنا

[title] اللهم إنك عفوا كريم وأن تحب العفو فاعف عنا [/ title]

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، اللهم إنك عفواً كريماً وأن تحب العفو فاعف عنا يا كريم. هذا الدعاء من الأدعية الجميلة التي نرددها في صلواتنا ودعواتنا اليومية، فالله هو العفو الكريم الذي يحب العفو عن عباده، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بالاستغفار والتوبة والرجوع إليه، وجعل العفو من صفات المؤمنين، قال تعالى: “وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ” (آل عمران: 135).

1. صفات الله سبحانه وتعالى:

– إن الله سبحانه وتعالى هو العفو الكريم، والعفو هو من أسمائه الحسنى، قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ” (الشورى: 25).

– والرحمن الرحيم، والرحمن هو الذي يرحم عباده ويحن عليهم، والرحيم هو الذي يرحم عباده في الدنيا والآخرة.

– والغفور الستّار، الغفور هو الذي يغفر ذنوب عباده ويستر عليهم، والستّار هو الذي يستر ذنوب عباده ولا يفضحهم بها.

2. رحمة الله بعباده:

– إن الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده، وقد وعدهم برحمته ومغفرته إذا تابوا وآمنوا به، قال تعالى: “وَإِن تُبْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ” (الأنفال: 33).

– ورحمة الله وسعت كل شيء، قال تعالى: “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ” (الأعراف: 156).

– ورحمة الله لا يمنعها شيء، قال تعالى: “لا يَمْنَعُ دُعَاءَهُمْ مِنْهُ شَيْءٌ” (سبأ: 38).

3. محبة الله للعفو:

– إن الله سبحانه وتعالى يحب العفو، ويحب العباد الذين يتوبون إليه ويستغفرونه، قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” (البقرة: 222).

– ومن علامات محبة الله للعفو أنه جعل العفو من صفات المؤمنين، قال تعالى: “وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” (آل عمران: 134).

– ومن علامات محبة الله للعفو أنه جعل العفو من أسباب دخول الجنة، قال تعالى: “وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ التُّرَابِ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَغْفِرَ لَكُمْ” (النجم: 32).

4. فضل العفو:

– إن العفو من الأخلاق الفاضلة التي يحبها الله ورسوله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الناس أحسنهم خلقًا” (سنن أبي داود).

– والعفو من أسباب دخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه، ملأ الله قلبه أمنًا وإيمانًا يوم القيامة” (سنن أبي داود).

– والعفو من أسباب النصر والتمكين في الأرض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل” (صحيح مسلم).

5. كيف نستغفر الله ونتوب إليه:

– علينا أن نُكثر من الاستغفار والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، وأن نصدق في توبتنا ونعزم على ألا نعود إلى الذنب مرة أخرى، قال تعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (النور: 31).

– علينا أن نندم على ذنوبنا ونتحسر عليها، وأن نُصلح ما أفسدناه من أعمالنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “التوبة تجب ما قبلها” (سنن الترمذي).

– علينا أن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يقبل توبتنا ويغفر لنا ذنوبنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة” (سنن الترمذي).

6. آثار العفو في المجتمع:

– العفو من الأخلاق الفاضلة التي تسود المحبة والوئام في المجتمع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه” (صحيح البخاري).

– العفو من أسباب النصر والتمكين في الأرض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل” (صحيح مسلم).

– العفو من أسباب دخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه، ملأ الله قلبه أمنًا وإيمانًا يوم القيامة” (سنن أبي داود).

7. خاتمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، اللهم إنك عفواً كريماً وأن تحب العفو فاعف عنا يا كريم. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى الاستغفار والتوبة إليه، وأن يقبل توبتنا ويغفر لنا ذنوبنا، وأن يجعلنا من عباده الصالحين.

أضف تعليق