No images found for اللهم انك عفو تحب العفو فاعفوا عنا
المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا
لقد منّ الله سبحانه وتعالى علينا بكثير من النعم الظاهرة والباطنة، وكثيراً ما نُقصّر في شكره وحمده، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “اللَّهُمَّ إِلَهِي أَنْتَ الْمَلِكُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَالِقُنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ”.
فضل الله وكرمه:
1. الله غفور رحيم:
– إن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم، يتجاوز عن سيئات عباده ويغفر لهم ذنوبهم إذا تابوا إليه وأنابوا.
– قال الله تعالى: “وَأَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” (البقرة: 173).
– وقال تعالى: “وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا” (النساء: 110).
2. الله يحب التوابين:
– إن الله سبحانه وتعالى يحب التوابين، أي الذين يتوبون إليه ويتركون ذنوبهم ويرجعون إلى طاعته.
– قال الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” (البقرة: 222).
– وقال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ” (الشورى: 25).
3. الله يغفر الذنوب جميعاً:
– إن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعاً، مهما كانت عظيمة وكثيرة، إذا تاب العبد إلى الله وتاب توبة نصوحاً.
– قال الله تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” (الزمر: 53).
– وقال تعالى: “وَمَن يَتُبْ إِلَى اللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” (الفرقان: 70).
خطوات التوبة:
1. الإقرار بالذنب:
– الخطوة الأولى في التوبة هي الإقرار بالذنب والندم عليه.
– قال الله تعالى: “وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ” (آل عمران: 135).
2. الإقلاع عن الذنب:
– الخطوة الثانية في التوبة هي الإقلاع عن الذنب والتوقف عن فعله.
– قال الله تعالى: “وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ” (الزمر: 54).
3. العزم على عدم العودة إلى الذنب:
– الخطوة الثالثة في التوبة هي العزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى.
– قال الله تعالى: “وَالَّذِينَ لا يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَهُم مُّتَّقُونَ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الْمَغْفِرَةُ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ” (الأنفال: 38).
أسباب عدم قبول التوبة:
1. عدم الإخلاص في التوبة:
– عدم الإخلاص في التوبة من أسباب عدم قبولها، أي أن يتوب العبد إلى الله لغير وجه الله، كأن يتوب خوفًا من الناس أو رغبة في الثواب.
– قال الله تعالى: “إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا” (النساء: 17).
2. عدم الندم على الذنب:
– عدم الندم على الذنب من أسباب عدم قبول التوبة، أي أن يتوب العبد إلى الله وهو غير نادم على ما فعله.
– قال الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ مِن بَعْدِهَا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُم يُنظَرُونَ” (البقرة: 161-162).
3. التسويف في التوبة:
– التسويف في التوبة من أسباب عدم قبولها، أي أن يؤخر العبد توبته إلى وقت لاحق.
– قال الله تعالى: “وَلا تُؤَخِّرُوا تَوْبَتَكُمْ إِلَى أَن تَأْتِيَكُمُ الْمَضَّةُ ثُمَّ تَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَنَتَصَدَّقَ وَنَكُونَ مِنَ الصَّالِحِينَ” (المنافقون: 10).
خاتمة:
إن التوبة إلى الله من الذنوب واجبة على كل مسلم، وهي من أسباب رحمة الله ومغفرته، فإنه سبحانه وتعالى يحب التوابين ويقبل توبتهم. وقد بيّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل التوبة إلى الله في كثير من الأحاديث النبوية، منها قوله صلى الله عليه وسلم: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له