اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الشِّفَاءَ
المقدمة:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده نعمة الصحة والعافية، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء، لا يدركه إلا المرضى، وهي زينة الحياة الدنيا، فلا شيء يعدل الصحة، ولا غنى عنها في شيء من أمور الدنيا، ولذلك فالواجب على العبد أن يحافظ على صحته، ويبتعد عن كل ما يضره، ويدعو الله تعالى بالصحة والعافية، فالله وحده القادر على أن يشفي المريض، وأن يعافي السقيم، وأن يزيل عنه ضرره وبلواه.
أولاً: فضل الدعاء بالشفاء:
1. الدعاء بالشفاء من أفضل العبادات، وأحب الأعمال إلى الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء مخ العبادة)، وقال أيضاً: (الدعاء هو العبادة).
2. الدعاء بالشفاء سبب لدفع البلاء، ورفع المرض، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من داء إلا ولله منه شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله).
3. الدعاء بالشفاء سبب لجلب الرحمة والبركة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رحمة الله تنزل على الداعي كقطر المطر).
ثانياً: آداب الدعاء بالشفاء:
1. الإخلاص لله تعالى، وعدم الشرك به، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة، ولا يقبل الله دعاء من دعاه إلى جانب الله غيره).
2. اليقين بأن الله تعالى وحده القادر على الشفاء والعافية، وأن الدعاء إليه هو السبيل الوحيد للحصول على ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض).
3. التضرع والخشوع في الدعاء، والإلحاح فيه، وعدم الاستعجال، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء لا يرد، فإما أن يعجل، وإما أن يؤخر).
ثالثاً: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالشفاء:
1. روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بالشفاء لنفسه ولغيره، وكان يقول: (اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً).
2. روى مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود المريض، وكان يقول: (أمسح بيمينك، وقل: اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً).
3. روى أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بالشفاء للمريض، وكان يقول: (اللهم اشف فلان بن فلان – أو فلانة بنت فلان – شفاء لا يغادر سقماً).
رابعاً: دعاء الصحابة والتابعين بالشفاء:
1. روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا مرض أحد من أهل بيته، قال: (اللهم اشف عبدك فلان بن فلان – أو فلانة بنت فلان – شفاء لا يغادر سقماً).
2. روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان إذا مرض أحد من أهل بيته، قال: (اللهم اشف عبدك فلان بن فلان – أو فلانة بنت فلان – شفاء لا يغادر سقماً).
3. روى أحمد عن الحسن البصري رحمه الله أنه كان يقول: (اللهم اشف مرضانا، ومرضى المسلمين، شفاء لا يغادر سقماً).
خامساً: فضل زيارة المريض والدعاء له:
1. زيارة المريض من أفضل الأعمال الصالحة، وأحب الأعمال إلى الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضاً، كان كمن طاف بالبيت سبعين طوفة).
2. الدعاء للمريض من أفضل أنواع البر به، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء للمريض من أفضل أنواع البر به).
3. زيارة المريض والدعاء له سبب لجلب الرحمة والبركة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رحمة الله تنزل على الداعي كقطر المطر).
سادساً: آداب زيارة المريض والدعاء له:
1. الاستئذان على المريض قبل الدخول عليه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلوا على مريض إلا بإذنه).
2. الترفق بالمريض وعدم إثقاله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تتكلفوا المريض، فيموت).
3. الدعاء للمريض بالشفاء والعافية، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضاً، قال له: اللهم اشف عبدك فلان بن فلان – أو فلانة بنت فلان – شفاء لا يغادر سقماً).
سابعاً: خاتمة:
نسأل الله تعالى أن يشفينا ويشفي مرضانا ومرضى المسلمين، وأن يعافينا ويعافيهم من كل ضر وبلاء، وأن يرزقنا الصحة والعافية في الدنيا والآخرة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم اشفنا ومرضى المسلمين شفاءً لا يغادر سقماً، اللهم أذهب البأس ولا تدع فينا سقماً، اللهم ارحمنا وتجاوز عنا، آمين.