اللهم إني استودعتك روحًا أخافُ عليها
في خضم الحياة المُتلاطمة، والأحداث المتسارعة، والقلق المُتزايد، تفقد أرواحنا الكثير من سكينتها وطمأنينتها، وكأننا نركض في متاهة لا نهاية لها، بحثًا عن ملاذ آمن، وملجأ يُسكن الخوف ويطمئن الوجل، ونستجير بربنا، طالبين منهُ أن يستودع عنده أرواحنا، ويحفظها من كل مكروه.
أي خوفٍ أخشاهُ على روحي؟
مُتاهة الحياة المُظلمة، تُلقي بظلالها على أرواحنا، فتخاف من:
خوف الفقد: أن يفقد أحباءنا، ونفقد معهم جزءًا من أنفسنا، نخشى أن يعصف الموت بأعز ما نملك، ويترك فجوةً لا يمكن ردمها.
خوف الوحدة: أن نكون وحيدين في خضم هذا العالم الواسع، بلا سندٍ ولا عون، نخشى أن تتلاشى أصواتنا في ضوضاء الحياة، ولا يلتفت إلينا أحد.
خوف المرض: أن يُصيبنا مرضٌ عضال، يُنهك أجسادنا ويُثقل أرواحنا، نخشى أن نفقد حيويتنا وقوتنا، ونصبح عالةً على من حولنا.
خوف الفشل: أن لا ننجح في تحقيق أهدافنا، وأن تضيع أحلامنا سُدى، نخشى أن لا نكون أهلاً لتطلعات من وضعوا فينا ثقتهم.
خوف الشيخوخة: أن تكبر أجسادنا وتضعف، وأن تصبح حركتنا بطيئة وذاكرتنا ضعيفة، نخشى أن نُصبح عاجزين عن مُمارسة حياتنا الطبيعية.
خوف الفقر: أن نفقد قدرتنا على توفير احتياجاتنا الأساسية، وأن نصبح عالةً على الآخرين، نخشى أن نُحرم من أبسط سُبل العيش الكريم.
خوف الموت: أن تُفارق أرواحنا أجسادنا، وننتقل إلى عالمٍ مجهول، نخشى أن نواجه الحساب يوم القيامة، وأن تكون أعمالنا غير صالحة.
كيف أُستودعُ روحي عند الله؟
لإيداع أرواحنا عند الله، نحتاج إلى:
الإيمان بالله: أن نوقن بأن الله وحده هو القادر على حمايتنا وحفظنا، وأن نلجأ إليه في كل حين، وندعوه أن يستودع أرواحنا عنده.
التقوى: أن نُطيع الله ونتجنب معصيته، وأن نلتزم بشرائعه وحدوده، فنصوم ونصلي ونُزكي ونُحج، فالتقوى هي خير زادٍ في الدنيا والآخرة.
الدعاء: أن نكثر من الدعاء إلى الله، ونسأله أن يحفظ أرواحنا من كل مكروه، وأن يُعيننا على اجتياز مُحن الحياة بسلام.
الصدقة: أن نتصدق على الفقراء والمحتاجين، فالصَّدقة تُطهرُ الأموال وتزيدُها بركةً، وتُبعدُ عن الإنسان البلاء والمحن.
ذكر الله: أن نذكر الله في كل حين، وأن نُكثر من تلاوة القرآن الكريم، فإن ذكر الله يُطمئن القلب ويُسكن الروح، ويُبعد عنها الخوف والقلق.
صُحبة الصالحين: أن نجالس الصالحين ونتعلم منهم، فإن الصُحبة الصالحة تُؤثر في الإنسان إيجابًا، وتُقوِّي إيمانه وتصُونه من الانحراف.
ما هي بركات استوداع الروح عند الله؟
لاستوداع الروح عند الله بركات عظيمة، منها:
الشعور بالأمان والطمأنينة: عندما نستودع أرواحنا عند الله، نشعر بالأمان والطمأنينة، لأننا نوقن بأن الله هو الحافظ الأمين.
النجاة من المخاطر: من استودع روحه عند الله، نجاه الله من المخاطر والشرور، فالله هو خير حافظٍ وهو أرحم الراحمين.
المغفرة والرحمة: من استودع روحه عند الله، غفر الله له ذنوبه ورحمه، فالله غافر الذنوب ورحيم بالعباد.
الفوز بالجنة: من استودع روحه عند الله، فاز بالجنة ونعيمها، فالله يُجازي المُحسنين بأحسن ما عند
خاتمة
استوداع الروح عند الله هو ملجأنا الوحيد في خضم الحياة المُضطربة، هو حصننا الحصين الذي يحمينا من كل مكروه، هو نورنا الذي يُضيء دروبنا المُظلمة، هو أملنا الذي يُسكن خوفنا ويُبث الطمأنينة في قلوبنا، فاللهم إنا نستودعك أرواحنا، فاحفظها بحفظك وسترِك، واجعلها من المُتَّقين المُقربين.