اللهم اني اسلمت نفسي اليك ووجهت

المقدمة:

في لحظات الإيمان العميق والتسليم الكامل لله، ترتفع الدعوات الخالصة من القلب، ومن بينها تلك الكلمات الصادقة “اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك”. هذه العبارة تحمل معاني عميقة وتجسد مفهوم التسليم الكامل لله والثقة به في جميع شؤون الحياة.

1. معنى التسليم لله:

التسليم لله يعني الاستسلام الكامل لإرادته وقضائه، والانقياد لأوامره ونواهيه، والثقة الكاملة في حكمه وتدبيره، والتسليم بأن كل ما يحدث إنما هو خير ورحمة من الله تعالى.

2. أهمية التسليم لله:

التسليم لله من أهم أركان الإيمان وأساس العبودية لله تعالى، وهو الذي يمنح المسلم السكينة والطمأنينة في قلبه، ويجعله مطمئناً إلى أن الله تعالى لن يضيعه أو يظلمه، بل سيرعاه ويحفظه ويحميه، قال تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب” (الطلاق: 2-3).

3. مظاهر التسليم لله:

يتجسد التسليم لله في العديد من المظاهر، منها:

– الرضا بقضاء الله وقدره، وعدم الاعتراض على مشيئته.

– الثقة الكاملة في حكمه وتدبيره، واليقين بأن كل ما يحدث هو خير ورحمة.

– التوكل عليه في جميع الأمور، واللجوء إليه في الشدائد والمحن.

– الصبر على المكاره والابتلاءات، واليقين بأنها ابتلاءات خير من الله تعالى، قال تعالى: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” (الزمر: 10).

4. فضل التسليم لله:

للتسليم لله فضائل كثيرة، منها:

– نيل محبة الله تعالى ورضاه، قال تعالى: “إني أحب المتوكلين” (آل عمران: 159).

– الفوز بالجنة والنعيم المقيم، قال تعالى: “جنات عدن يدخلونها خالدين فيها أبداً” (الكهف: 107).

– الشعور بالسكينة والطمأنينة في القلب، والبعد عن القلق والاضطراب، قال تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” (الرعد: 28).

5. كيفية الوصول إلى التسليم لله:

يمكن الوصول إلى التسليم لله من خلال:

– الإيمان الكامل بالله تعالى، وأسمائه وصفاته، وإدراك عظمته وجلاله.

– معرفة حكمة الله تعالى في خلقه وتدبيره، واليقين بأن كل ما يحدث هو خير ورحمة.

– تعزيز الثقة بالله تعالى، والإيمان بأنه لن يضيع عباده ولن يتخلى عنهم.

– اللجوء إلى الله تعالى في الدعاء والذكر والتضرع، والتأكيد على العبودية لله تعالى.

6. نماذج من التسليم لله:

هناك العديد من النماذج العظيمة التي تجسد التسليم لله تعالى، من بينهم:

– سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي ألقى بنفسه في النار امتثالاً لأمر الله تعالى.

– سيدنا موسى عليه السلام، الذي قاد بني إسرائيل في رحلتهم الطويلة إلى أرض الميعاد.

– سيدنا عيسى عليه السلام، الذي تحمل آلام الصلب ليخلص البشرية من خطاياهم.

– سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي تحمل أذى المشركين في مكة المكرمة من أجل دعوته إلى عبادة الله تعالى.

7. خاتمة:

التسليم لله تعالى هو جوهر الإيمان ولب العبودية، وهو الذي يمنح المسلم الراحة والسكينة والطمأنينة في القلب، ويجعله مطمئناً إلى أن الله تعالى لن يضيعه أو يظلمه، بل سيرعاه ويحفظه ويحميه، قال تعالى: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه” (الطلاق: 3).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *