اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإن من أعظم النعم التي أنعم الله عز وجل بها على عباده هي نعمة الصحة والعافية، فالصحة هي تاج على رؤوس الأصحاء، والعافية هي كنز لا يفنى. ومن هنا كان من أعظم الأدعية التي يرددها المسلمون هو: “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك”.
فضل الدعاء اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك:
ورد في فضل هذا الدعاء الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، منها ما رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك”.
وفي رواية أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وعقوبة نقمتك وشماتة الأعداء”.
معنى الدعاء اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك:
المراد بزوال النعمة هو زوال أي نعمة من نعم الله عز وجل، سواء كانت نعمة الصحة أو نعمة العافية أو نعمة المال أو نعمة الولد أو غيرها.
والمراد بتحول العافية هو تحول العافية إلى ضيق وضنك، أو تحولها إلى مرض وعلل.
أسباب زوال النعم وتحول العافية:
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى زوال النعم وتحول العافية، من أهمها:
1. المعاصي والذنوب:
فإن المعاصي والذنوب تسبب سخط الله عز وجل، وبالتالي تؤدي إلى زوال النعم وتحول العافية.
2. الكفر بالنعم:
فإن الكفر بالنعم هو عدم شكر الله عز وجل على نعمه، وعدم استعمالها في طاعة الله عز وجل. والكفر بالنعم من أكبر أسباب زوال النعم وتحول العافية.
3. التبذير والإسراف:
فإن التبذير والإسراف في النعم من أسباب زوالها، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “إياكم والتبذير، فإن التبذير سبب الفقر”.
4. الحسد:
فإن الحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير، والحسد من أسباب زوال النعم وتحول العافية.
5. سوء الظن بالله تعالى:
إن سوء الظن بالله تعالى من أسباب زوال النعم وتحول العافية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “من حسن ظنه بالله فالله عند ظنه”.
6. ترك الدعاء:
إن ترك الدعاء من أسباب زوال النعم وتحول العافية، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: “ما من عبد يدعو الله دعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها”.
7. قلة الصدقة:
من أسباب زوال النعم وتحول العافية قلة الصدقة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله”.
الخاتمة:
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك، اللهم احفظ علينا نعمك التي أنعمت بها علينا ولا تحرمنا منها، اللهم اجعلنا من الشاكرين لك على نعمك، ومن الذاكرين لك في السراء والضراء، اللهم آمين.