اللهم انى اعوذ بك من زوال نعمتك

اللهم انى اعوذ بك من زوال نعمتك

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،

فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هي نعمة الإسلام، ونعمة الأمن والأمان، ونعمة الصحة والعافية، ونعمة الرزق الوفير. وقد أمرنا الله تعالى أن ندعوه ونلجأ إليه لنحفظ هذه النعم ونبعد عنها الزوال.

1. أسباب زوال النعم

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى زوال النعم، منها:

الكفر بالنعم: إن الكفر بالنعم وعدم شكر الله عليها من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى زوالها. قال تعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} [إبراهيم: 7].

التبذير والإسراف: إن التبذير والإسراف في النعم من أسباب زوالها أيضًا. قال تعالى: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} [الأعراف: 31].

الظلم والاعتداء: إن الظلم والاعتداء على الآخرين من أسباب زوال النعم أيضًا. قال تعالى: {إن الله لا يظلم الناس شيئًا ولكن الناس أنفسهم يظلمون} [يونس: 44].

الزنا واللواط: إن الزنا واللواط من أكبر الكبائر التي تؤدي إلى زوال النعم. قال تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلًا} [الإسراء: 32].

شرب الخمر وتعاطي المخدرات: إن شرب الخمر وتعاطي المخدرات من أسباب زوال النعم أيضًا. قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} [المائدة: 90].

2. العواقب المترتبة على زوال النعم

إذا زالت النعم عن الإنسان، فإن ذلك يترتب عليه العديد من العواقب الوخيمة، منها:

الفقر والحرمان: إن زوال النعم يؤدي إلى الفقر والحرمان. قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى} [طه: 124].

الذل والهوان: إن زوال النعم يؤدي إلى الذل والهوان. قال تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران: 139].

المرض والأسقام: إن زوال النعم يؤدي إلى المرض والأسقام. قال تعالى: {فأصابهم سوء العذاب بما كانوا يكفرون} [يوسف: 102].

الموت: إن زوال النعم قد يؤدي إلى الموت. قال تعالى: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} [الأعراف: 34].

3. كيفية الحفاظ على النعم

للحفاظ على النعم، يجب على الإنسان أن يفعل الآتي:

شكر الله على نعمه: يجب على الإنسان أن يشكر الله على نعمه الظاهرة والباطنة، وأن يحمده عليها دائمًا. قال تعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} [إبراهيم: 7].

عدم التبذير والإسراف: يجب على الإنسان أن يتجنب التبذير والإسراف في النعم، وأن يستخدمها في حوائجه الضرورية فقط. قال تعالى: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} [الأعراف: 31].

العدل والإنصاف: يجب على الإنسان أن يكون عادلاً ومنصفًا في تعاملاته مع الآخرين، وأن يتجنب الظلم والاعتداء عليهم. قال تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} [النحل: 90].

التوبة والاستغفار: إذا وقع الإنسان في أي من المعاصي التي تؤدي إلى زوال النعم، فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفره منها. قال تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور: 31].

4. دعاء حفظ النعم

يجب على المسلم أن يدعو الله تعالى باستمرار لحفظ النعم عليه، ومن الأدعية المأثورة في هذا الصدد:

اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحويل عافيتك، ومن فجأة نقمتك، ومن جميع سخطك.

اللهم إني أسألك دوام النعمة، وعافية الجسم، وصحة البدن، ورزقًا واسعًا، وحياة طيبة.

اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل، ومن شر ما يبدو لي وشر ما لا يبدو لي.

5. قصص واقعية عن زوال النعم

هناك العديد من القصص الواقعية التي تحكي عن زوال النعم بسبب الكفر بها أو بسبب ارتكاب المعاصي. ومن هذه القصص:

قصة قارون: كان قارون من أغنى أغنياء بني إسرائيل، وكان متكبرًا ومدللاً على الناس. فابتلعته الأرض هو وقصره وأمواله بسبب كفره بنعمة الله عليه.

قصة قوم عاد: كان قوم عاد من أقوى أقوام العرب، وكانوا يتمتعون بنعم كثيرة. ولكنهم كفروا بنعمة الله عليهم، وأرسل الله عليهم الرياح العاتية التي دمرت ديارهم وأهلكتهم.

قصة قوم لوط: كان قوم لوط من أكثر الأقوام فسادًا وإجرامًا. فأنزل الله عليهم حجارة من السماء دمرت مدينتهم وأهلكتهم.

6. فوائد الحفاظ على النعم

هناك العديد من الفوائد التي تعود على الإنسان من الحفاظ على النعم، منها:

البركة في الرزق: إن الحفاظ على النعم يجلب البركة في الرزق. قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب} [الطلاق: 2-3].

السلامة من الأمراض: إن الحفاظ على النعم يقي الإنسان من الأمراض والأسقام. قال تعالى: {وإذا مرضت فهو يشفين} [الشعراء: 80].

السعادة والراحة النفسية: إن الحفاظ على النعم يجلب للإنسان السعادة والراحة النفسية. قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد: 28].

الفوز بالجنة: إن الحفاظ على النعم يساعد الإنسان على الفوز بالجنة. قال تعالى: {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} [النحل: 32].

7. الخاتمة

الحمد لله الذي أنعم علينا بنعم كثيرة ظاهرة وباطنة، نسأله أن يحفظها علينا وأن يديمها علينا وأن يرزقنا شكرها.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أضف تعليق