اللهم نعوذ بك من زوال نعمتك

اللهم نعوذ بك من زوال نعمتك

اللَّهُمَّ نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ:

اللَّهُمَّ نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى قد أنعم على عباده بنعم كثيرة لا تحصى ولا تعد، وكما أنه سبحانه منّ بها علينا فهو سبحانه القادر على زوالها في أي وقت، لذا فإن المسلم عليه أن يتضرع إلى الله عز وجل أن يحفظ عليه نعمه، وأن لا يسلبه إياها، وأن يصرف عنه زوالها، ومن أجل ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله تعالى بهذا الدعاء العظيم: “اللَّهُمَّ نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ”.

1- النعم الإلهية:

إن النعم التي أنعم الله علينا بها كثيرة ومتنوعة، وهي تشمل النعم الظاهرة والباطنة، والنعم الدنيوية والأخروية، ومن هذه النعم:

النعم الظاهرة: مثل نعمة الإسلام، ونعمة الصحة، ونعمة العقل، ونعمة الرزق، ونعمة الأمن والأمان.

النعم الباطنة: مثل نعمة الإيمان، ونعمة التقوى، ونعمة الصلاح، ونعمة الفلاح والسعادة.

النعم الدنيوية: مثل نعمة الدنيا وما فيها من متع ومباهج، ونعمة العيش الهنيء الرغيد.

النعم الأخروية: مثل نعمة الجنة وما فيها من نعيم مقيم، ونعمة رؤية الله تعالى، ونعمة الفوز برضوانه سبحانه.

2- أسباب زوال النعم:

إن زوال النعم لا يأتي من فراغ، ولكنه يأتي بسبب أسباب كثيرة، منها:

الكفر بالنعم: وهو عدم شكر الله تعالى على نعمه، وعدم أداء حقه فيها، وهذا من أعظم الذنوب، وهو من أسباب زوال النعم.

الظلم: وهو الاعتداء على حقوق الآخرين، وأخذ أموالهم وأعراضهم بغير حق، وهذا من الذنوب التي تؤدي إلى زوال النعم.

الفسق والفجور: وهو ارتكاب المعاصي والذنوب، وهذا من الذنوب التي تؤدي إلى زوال النعم.

ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهو ترك الواجب على المسلم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا من الذنوب التي تؤدي إلى زوال النعم.

الاستهزاء بالنعم: وهو الاستخفاف بالنعم وعدم تقديرها، وهذا من الذنوب التي تؤدي إلى زوال النعم.

3- آثار زوال النعم:

إن زوال النعم له آثار وخيمة على الفرد والمجتمع، ومن هذه الآثار:

الشقاء والبؤس: إن زوال النعم يؤدي إلى الشقاء والبؤس، وحرمان الإنسان من متع الدنيا ولذاتها.

الضيق والهم: إن زوال النعم يؤدي إلى الضيق والهم، وقلق الإنسان واضطرابه.

الفقر والمسكنة: إن زوال النعم يؤدي إلى الفقر والمسكنة، واحتياج الإنسان للآخرين.

الذل والهوان: إن زوال النعم يؤدي إلى الذل والهوان، وضعف الإنسان وهوانه على الآخرين.

الغضب الإلهي: إن زوال النعم يؤدي إلى غضب الله تعالى، وسخطه على عباده.

4- كيفية الحفاظ على النعم:

إن الحفاظ على النعم ليس بالأمر الصعب، ولكن يحتاج إلى بذل الجهد والاجتهاد، ومن الأمور التي تساعد على الحفاظ على النعم:

شكر الله تعالى على نعمه: وهذا يكون بالإقرار بالنعم، والثناء على الله تعالى عليها، وعبادته حق عبادته.

أداء حق النعم: وهذا يكون باستخدام النعم فيما خلق الله تعالى لها، وجعلها وسيلة لطاعة الله تعالى، لا معصيته.

الابتعاد عن الكفر بالنعم: وهذا يكون بعدم الاستهزاء بالنعم، وعدم الإسراف فيها، وعدم تركها تضل الإنسان عن طريق الله تعالى.

الابتعاد عن الظلم والفسق والفجور: وهذا يكون بالالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية، واجتناب المعاصي والذنوب.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهذا يكون بالقيام بما أوجب الله تعالى على المسلمين من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الخير والتقوى.

5- فضل الدعاء بالدعاء بحفظ النعم:

إن الدعاء من أعظم العبادات، وهو من أفضل الوسائل للحصول على ما يريد الإنسان، ومن أفضل الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها الدعاء بحفظ النعم.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بك أن أغتال من تحتي”.

6- أمثلة على دعاء حفظ النعم:

من الأمثلة على دعاء حفظ النعم ما يلي:

اللهم يا حفيظ احفظ علي نعمة الإسلام، ووفقني لأداء واجباته، واجتناب محرماته.

اللهم يا رازق ارزقني من واسع فضلك، وبارك لي في رزقي، ووفقني إلى شكرك.

اللهم يا عاف أسألك العافية في بدني، وفي سمعي وبصري، وفي عقلي وفي جميع جوارحي.

اللهم يا معز أعزني بالإسلام، واحفظ علي ديني، وأعني على طاعتك.

اللهم يا منعم امنحني من نعمك الظاهرة والباطنة، ووفقني إلى شكرك.

7- الخاتمة:

إن الدعاء بحفظ النعم من أفضل ما يمكن للمسلم أن يدعو به، فعلى المسلم أن يكثر من الدعاء بهذا الدعاء، وأن يخلص النية لله تعالى، وأن يجتهد في طاعته، ويبتعد عن معصيته، ويحرص على شكر نعمه، فهذا من أعظم أسباب حفظ النعم.

أضف تعليق