اللهم ان في تدبيرك مايغني عن الحيل

الافتتاحية

إن الله عز وجل بيده تدبير كل شيء، وهو وحده القادر على أن يصرف الأحداث كما يشاء، فاللهم إن في تدبيرك ما يغني عن الحيل، والحيلة هي المحاولة على إيجاد مخرج من مأزق أو مشكلة ما، لكن الإنسان حينما يلجأ إلى الحيلة فهو يعترف ضمناً أنه عاجز عن إيجاد حل للمشكلة بنفسه، وأنه يحتاج إلى مساعدة خارجية، ولكن عندما يتوكل الإنسان على الله ويستعين به، فهو يتحول من حالة العجز إلى حالة القدرة، ومن حالة الحاجة إلى حالة الغنى، والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: “وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا” [الطلاق: 2].

عناوين المقال

1. توكل على الله واثقًا به

2. احسن الظن بالله

3. تفويض الأمور لله

4. الرضا بقضاء الله وقدره

5. الصبر على البلاء

6. الدعاء إلى الله

7. اليقين بأن الله خير المدبرين

1. توكل على الله واثقًا به

والتوكل على الله هو الاعتماد عليه في كل الأمور، والثقة بأنه وحده القادر على أن يصرف الأحداث كما يشاء، وأن يرزق الإنسان ما يحتاج إليه، وأن يحفظه من كل مكروه، والثقة بالله عز وجل هي التي تمنح الإنسان القوة والقدرة على مواجهة الصعوبات والتحديات، وهي التي تجعله يشعر بالأمان والطمأنينة، وهي التي تدفعه إلى بذل الجهد والاجتهاد، لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: “وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ” [الطلاق: 3].

2. احسن الظن بالله

والظن بالله هو الاعتقاد الجازم بأنه خير المدبرين، وأنه لن يقدر للإنسان إلا ما فيه خيره، وأن ما يراه الإنسان من مصائب ونكبات هي في الحقيقة خير له، وإن كان لا يدرك ذلك في حينه، ومن أحسن الظن بالله عز وجل، واعتقد أنه لن يقدر له إلا الخير، فإنه سيهون عليه مصائب الدنيا، وسيشعر بالراحة والطمأنينة، ولن ييأس من رحمة الله عز وجل، والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: “وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ” [يوسف: 87].

3. تفويض الأمور لله

وتفويض الأمور إلى الله هو تسليمها إليه، وتركها له يتصرف فيها كما يشاء، والإنسان حينما يفوض أموره إلى الله عز وجل، فإنه يريح نفسه من عناء التفكير في المستقبل، ومن القلق والتوتر الذي يصاحب الإنسان حينما يحاول أن يتحكم في كل شيء، وتفويض الأمور إلى الله عز وجل هو من صفات المؤمنين الصادقين، الذين يدركون أن الله عز وجل هو وحده القادر على أن يصرف الأحداث كما يشاء، والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: “وَفَوَّضْ أَمْرَكَ إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ” [آل عمران: 159].

4. الرضا بقضاء الله وقدره

وإذا قدر الله عز وجل للإنسان شيئًا، فإن عليه أن يرضى به، وإن كان لا يروقه ولا يعجبه، لأن قضاء الله وقدره هو خير للإنسان، وإن كان لا يدرك ذلك في حينه، والرضا بقضاء الله وقدره هو من صفات المؤمنين الصادقين، الذين يدركون أن الله عز وجل هو الحكيم العليم، وأنه لا يقدر للإنسان إلا ما فيه خيره، والرضا بقضاء الله وقدره هو الذي يجعل الإنسان يشعر بالراحة والطمأنينة، ويمنحه القوة والقدرة على مواجهة الصعوبات والتحديات، والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ” [التين: 4-6].

5. الصبر على البلاء

وإذا قدر الله عز وجل للإنسان بلاءً، فإن عليه أن يصبر عليه، وأن يحتسبه عند الله عز وجل، لأن الصبر على البلاء هو من صفات المؤمنين الصادقين، الذين يدركون أن البلاء هو ابتلاء من الله عز وجل، وأن الله عز وجل لا يبتلي إلا من يحبهم، والصبر على البلاء هو الذي يجعل الإنسان يتقرب إلى الله عز وجل، ويرتفع درجات في الآخرة، والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” [البقرة: 155-157].

6. الدعاء إلى الله

والدعاء إلى الله هو من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، والدعاء إلى الله هو طلب العبد من ربه أن يرزقه ما يحتاج إليه من خير الدنيا والآخرة، والدعاء إلى الله هو الذي يجعل الإنسان يشعر بالأمل والتفاؤل، ويمنحه القوة والقدرة على مواجهة الصعوبات والتحديات، والدعاء إلى الله هو الذي ينجي الإنسان من المكاره والشدائد، والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ” [غافر: 60].

7. اليقين بأن الله خير المدبرين

وإذا أصاب الإنسان مكروه، فإن عليه أن يتيقن بأن الله عز وجل هو خير المدبرين، وأنه لن يقدر للإنسان إلا ما فيه خيره، وإن كان لا يدرك ذلك في حينه، واليقين بأن الله عز وجل خير المدبرين هو الذي يجعل الإنسان يشعر بالأمان والطمأنينة، ويمنحه القوة والقدرة على مواجهة الصعوبات والتحديات، واليقين بأن الله عز وجل خير المدبرين هو الذي يجعل الإنسان يرضى بقضاء الله وقدره، ويصبر على البلاء، ويدعو إلى الله عز وجل، والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: “وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانُوا مُتَّقِينَ” [الحديد: 25].

الخلاصة

إن الله عز وجل بيده تدبير كل شيء، وهو وحده القادر على أن يصرف الأحداث كما يشاء، فاللهم إن في تدبيرك ما يغني عن الحيل، فمن توكل على الله واثقًا به، وأحسن الظن به، وفوض إليه أموره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *