اللهم بشرني بما يسرني وكف عني ما يضرني
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياه نعبد وإياه نستعين، نستعين بعونك فنعم المعين، اللهم بشرني بما يسرني وكف عني ما يضرني.
أولاً: فضل الدعاء:
1. الدعاء هو عبادة من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو من أعظم القربات، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].
2. الدعاء هو مفتاح الفرج، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة، وما من شيء أكرم على الله من الدعاء” [رواه الترمذي].
3. الدعاء هو سلاح المؤمن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السموات والأرض” [رواه الترمذي].
ثانياً: آداب الدعاء:
1. الإخلاص: أن يكون الدعاء لله وحده لا شريك له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء عبادة، فإذا دعا أحدكم فليدع الله مخلصاً له الدين” [رواه أبو داود].
2. اليقين: أن يوقن العبد أن الله قادر على إجابة دعائه، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].
3. الخشوع والتضرع: أن يكون العبد خاشعاً متضرعاً في دعائه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء في السجود” [رواه مسلم].
ثالثاً: أوقات الدعاء المستجابة:
1. وقت السحر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟” [رواه مسلم].
2. بين الأذان والإقامة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة” [رواه الترمذي].
3. بعد صلاة الفجر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة” [رواه الترمذي].
رابعاً: ألفاظ الدعاء:
1. الدعاء بأدعية الأنبياء والرسل: مثل دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201].
2. الدعاء بالأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل دعائه عليه الصلاة والسلام: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال” [صحيح البخاري].
3. الدعاء بالدعاء الذي يطلبه العبد من الله تعالى: يمكن للعبد أن يدعو الله بما يريد من خير الدنيا والآخرة، بشرط أن يكون دعاءه مشروعاً ولا يتضمن معصية أو استهزاءً.
خامساً: شروط الدعاء المستجاب:
1. الإخلاص لله تعالى: أن يكون الدعاء خالصاً لله تعالى وحده لا شريك له، وأن يكون العبد مقبلاً بقلبه على الله تعالى.
2. اليقين بإجابة الدعاء: أن يوقن العبد أن الله تعالى قادر على إجابة دعائه، وأن الله تعالى كريم جواد لا يرد دعاء عباده المؤمنين.
3. الدعاء بما يحبه الله تعالى ويرضاه: أن يدعو العبد بما يحبه الله تعالى ويرضاه، مثل الدعاء بالهداية والإصلاح والرزق الحلال والعافية.
سادساً: ما يبطل الدعاء:
1. الدعاء بمعصية أو قطع رحم: أن يدعو العبد الله تعالى بدعاء فيه معصية لله تعالى أو قطيعة رحم، مثل الدعاء بأن يظلم الله تعالى عبداً آخر أو الدعاء بأن يحرم الله تعالى عبداً آخر من رزقه.
2. الدعاء بسوء على النفس أو على الآخرين: أن يدعو العبد الله تعالى بسوء على نفسه أو على الآخرين، مثل الدعاء بأن يموت أو الدعاء بأن يصاب بمرض أو الدعاء بأن يفقر.
3. الدعاء بكفر أو شرك: أن يدعو العبد الله تعالى بكفر أو شرك، مثل الدعاء بأن يخرج من الإسلام أو الدعاء بأن يعبد غير الله تعالى.
سابعاً: الخاتمة:
الدعاء هو عبادة عظيمة وقربة إلى الله تعالى، وهو مفتاح الفرج وسلاح المؤمن، وللدعاء آداب وأوقات وألفاظ وشروط معينة، وعند الدعاء يجب على العبد أن يكون مخلصاً لله تعالى وواثقاً بإجابة دعائه وأن يدعو بما يحبه الله تعالى ويرضاه، وأن يتجنب الدعاء بمعصية أو قطع رحم أو بسوء على النفس أو على الآخرين أو الدعاء بكفر أو شرك.