اللهم ثبت قلبي
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان من نطفة ثم جعله مضغة ثم خلق منه العظام ثم كساه لحماً، فصوره في أحسن تقويم، وأودع فيه قلباً ينبض بالحياة والمشاعر، وقد أمر الله الإنسان أن يحفظ قلبه ويثبته على طاعته، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18].
وإن من أهم الأدعية التي نرددها في صلاتنا وأدبارها: “اللهم ثبت قلبي على دينك”.
1. أهمية ثبات القلب:
ثبات القلب على دين الله تعالى هو من أعظم النعم التي يمن الله بها على عباده، فهو الذي يحفظهم من الفتن والضلالات، ويجعلهم ثابتين على الحق، قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].
إن القلب إذا ثبت على دين الله تعالى، فإن صاحبه يكون مطمئنًا إلى الله تعالى، لا يخاف إلا إياه، ولا يرجو إلا إياه، قال تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
إن القلب إذا ثبت على دين الله تعالى، فإن صاحبه يكون ناشراً للخير وداعياً إلى الله تعالى، قال تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 145].
2. أسباب ثبات القلب:
الإيمان بالله تعالى والإيمان بوعده ووعيده، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ} [الحديد: 19].
ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
مجاهدة النفس ومحاربة الشهوات، قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40-41].
3. علامات ثبات القلب:
الثبات على طاعة الله تعالى، قال تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 22].
الرضا بقضاء الله تعالى وقدره، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].
الصبر على أقدار الله تعالى، قال تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَنَادِ بِرَبِّكَ تَسْبِيحًا وَبِحَمْدِهِ عِشِيًّا وَإِبْكَارًا} [الطور: 48].
4. فضل ثبات القلب:
ثبات القلب على دين الله تعالى هو من أعظم النعم التي يمن الله بها على عباده، فهو الذي يحفظهم من الفتن والضلالات، ويجعلهم ثابتين على الحق، قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ