اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام
المقدمة
تعتبر سورة التكوير من السور المكية القصيرة، وتقع في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وهي من السور التي لها مكانة خاصة في قلوب المسلمين، لما تحمله من معانٍ ودروس عظيمة، فهي تتحدث عن عظمة الله وقدرته على قلب الكون رأسًا على عقب، وتدعو إلى التقوى والإيمان بالله واليوم الآخر.
1. عظمة الله وقدرته
تبدأ السورة بالتأكيد على عظمة الله وقدرته على قلب الكون رأسًا على عقب، حيث يقول تعالى: “وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا، وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا، وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا، وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا، وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا”.
وهذه الآيات تصور لنا عظمة الله وقدرته على خلق الكون وتدبيره، فهو الذي خلق الشمس والقمر والنهار والليل والسماء والأرض والنفس البشرية، وهو الذي ألهم الإنسان فجوره وتقواه، وهو الذي بيده ملكوت كل شيء.
2. قلب الكون رأسًا على عقب
ثم تصف السورة بعد ذلك كيف سيقلب الله الكون رأسًا على عقب يوم القيامة، حيث يقول تعالى: “إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ، وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ، وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ، وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ، عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ”.
وهذه الآيات تصور لنا مدى عظمة وقوة يوم القيامة، حيث ستنفطر السماء، وتنتثر الكواكب، وتفجر البحار، وتبعثر القبور، ويعلم كل شخص ما قدم وأخر، فلا ينفع يومئذ مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
3. دعوة إلى التقوى والإيمان
بعد ذلك تدعو السورة إلى التقوى والإيمان بالله واليوم الآخر، حيث يقول تعالى: “يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ، الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ”.
وهذه الآيات تحث الإنسان على التقوى والإيمان بالله واليوم الآخر، وتذكره بنعم الله عليه، وكيف أنه خلقه فسواه وعدله، وهو الذي ركبه في أي صورة شاء، لذا فعليه أن يتقي الله ويوحد، وأن يؤمن باليوم الآخر ويستعد له.
4. مصير الكافرين
ثم تصف السورة بعد ذلك مصير الكافرين يوم القيامة، حيث يقول تعالى: “كَلا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ، وَإِنَّ عَلَيْكُمْ حَافِظِينَ، كِرَامًا كَاتِبِينَ، يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ”.
وهذه الآيات تحذر الكافرين من تكذيب الدين، وتخبرهم بأن عليهم حافظين كرامًا كاتبين، يعلمون ما يفعلون، وسيكتبون أعمالهم ويحاسبونهم عليها يوم القيامة، حيث سيلقون جزاء كفرهم.
5. مصير المؤمنين
أما المؤمنون فيبشرهم الله تعالى بمصير حسن يوم القيامة، حيث يقول تعالى: “إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ”.
وهذه الآيات تبشر المؤمنين بأنهم سيلقون جزاء تقواهم وإيمانهم يوم القيامة، حيث س يدخلون الجنان وينعمون فيها بالنعيم المقيم، وسيكونون في مقعد صدق عند ملك مقتدر.
6. خاتمة السورة
وتختتم السورة بالتأكيد على عظمة الله وقدرته على قلب الكون رأسًا على عقب، حيث يقول تعالى: “وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
وهذه الآية تختتم السورة وتؤكد على عظمة الله وقدرته على كل شيء، فهو الذي خلق الكون وتدبيره، وهو الذي يقلب الكون رأسًا على عقب يوم القيامة، وهو الذي يحاسب الناس على أعمالهم ويجازيهم عليها، وهو الذي بيده ملكوت كل شيء.
الخلاصة
سورة التكوير هي سورة عظيمة تحمل العديد من المعاني والدروس العظيمة، فهي تتحدث عن عظمة الله وقدرته على قلب الكون رأسًا على عقب، وتدعو إلى التقوى والإيمان بالله واليوم الآخر، وتصف مصير الكافرين والمؤمنين يوم القيامة.