اللهم دعوة مستجابة: ادعوا الله بقلب صادق وسيستجيب
المقدمة:
الدعاء هو من أعظم العبادات وأقربها إلى الله تعالى، وهو وسيلة المؤمن في طلب حاجاته من ربه، وقد حثنا الله تعالى ورسوله الكريم على الدعاء ووعدنا باستجابته، فقال الله تعالى في كتابه العزيز:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”.
1. شروط استجابة الدعاء:
1. الإخلاص لله تعالى في الدعاء: يجب أن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله تعالى، لا يطلب به إلا رضاه، ولا يقصد به مصلحة دنيوية أو أخروية.
2. اليقين باستجابة الدعاء: يجب أن يدعو المسلم بقلب واثق باستجابة دعائه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة”.
3. حسن الظن بالله تعالى: يجب أن يحسن المسلم الظن بالله تعالى، ويعتقد أنه قادر على إجابة دعائه، مهما كان مستحيلاً في نظر البشر.
2. أوقات استجابة الدعاء:
1. الثلث الأخير من الليل: روى النبي صلى الله عليه وسلم أن “من قام من الليل وصلى ودعا الله تعالى، لم ترده حاجته حتى ينصرف”، وأفضل الأوقات في الثلث الأخير من الليل هو وقت السحر، وهو الوقت الذي ينزل فيه الله تعالى إلى السماء الدنيا ويقول:”هل من داعٍ فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له؟”.
2. عند الأذان: روى النبي صلى الله عليه وسلم أن “الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة”، فينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى في هذا الوقت المبارك.
3. عند نزول المطر: روى النبي صلى الله عليه وسلم أن “الدعاء مستجاب عند نزول المطر”، فينبغي للمسلم أن يستغل هذا الوقت في الدعاء لربه.
3. آداب الدعاء:
1. رفع اليدين: يستحب للمسلم عند الدعاء أن يرفع يديه إلى السماء، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه عند الدعاء.
2. استقبال القبلة: يستحب للمسلم عند الدعاء أن يستقبل القبلة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل القبلة عند الدعاء.
3. حضور القلب: يجب على المسلم عند الدعاء أن يحضر قلبه، وأن يتمعن في معاني الدعاء، وأن يشعر بالخشوع والذلة بين يدي الله تعالى.
4. أنواع الدعاء:
1. الدعاء لنفسه: يجوز للمسلم أن يدعو لنفسه بكل ما فيه الخير له في الدنيا والآخرة، كأن يدعو الله تعالى بالهداية والتوفيق والرزق والشفاء ونحو ذلك.
2. الدعاء للغير: يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى لغيره من المسلمين، كأن يدعو لأهله وأصدقائه وجيرانه ونحو ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء للمسلم أخيه بظهر الغيب مستجاب، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك: آمين ولك بمثل”.
3. الدعاء للمؤمنين والمؤمنات: يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى للمؤمنين والمؤمنات جميعًا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء للمؤمنين والمؤمنات مستجاب”.
5. دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
لقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأدعية المأثورة، والتي يستحب للمسلم أن يدعو بها، ومنها:
دعاء الاستفتاح: “اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وأغلق عني أبواب سخطك”.
دعاء الخروج من المنزل: “بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله”.
دعاء دخول المسجد: “اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وأغلق عني أبواب سخطك، اللهم يا واسع المغفرة اغفر لي ذنبي”.
دعاء الخروج من المسجد: “اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك، اللهم تقبل مني”.
دعاء النوم: “الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، اللهم استر عورتي، وآمن روعتي، وأقض عني ديني”.
6. فوائد الدعاء:
1. استجابة الدعاء: من أهم فوائد الدعاء استجابته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة، وما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا استجابها الله له، إما أن يعجلها له، وإما أن يدخرها له في الآخرة”.
2. تفريج الكربات: الدعاء من أقوى وسائل تفريج الكربات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يرد القدر إلا الدعاء”.
3. دوام النعم: الدعاء من أهم وسائل دوام النعم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء يدفع البلاء، وما من شيء يرد القدر إلا الدعاء”.
7. قصة عن استجابة الدعاء:
يحكى أن رجلاً كان فقيرًا مدقعًا، لا يملك قوت يومه، وكان له زوجة وأطفال صغار، وكان دائمًا يدعو الله تعالى أن يفرج كربته ويرزقه من حيث لا يحتسب.
وفي يوم من الأيام، بينما كان جالسًا على باب منزله، رأى طائرًا يحمل في منقاره حبة قمح، فنادى الطائر وقال له: “يا طائر، ادع الله أن يرزقني من حيث لا يحتسب”.
فاستجاب الطائر لدعائه، وحلقت إلى السماء، ثم عادت إليه حاملة في منقارها حبة قمح كبيرة، فأخذها الرجل وزرعها في أرضه.
ونمت الحبة وترعرعت، فأصبحت شجرة كبيرة، وأثمرت ثمارًا كثيرة، فجمع الرجل الثمار وباعها، ورزقه الله تعالى من حيث لا يحتسب، وأصبح غنيًا هو وأهله.
الخاتمة:
الدعاء هو من أعظم العبادات وأقربها إلى الله تعالى، وهو وسيلة المؤمن في طلب حاجاته من ربه، وقد حثنا الله تعالى ورسوله الكريم على الدعاء ووعدنا باستجابته، فينبغي للمسلم أن يكون دائم الدعاء، موقنًا بإجابة دعائه، حسن الظن بالله تعالى.