اللهم عافنا مما ابتليت به غيرنا

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين. إياك نعبد وإياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. اللهم عافنا مما ابتليت به غيرنا، وأقنا من شر ما قضيت.

1. أسباب البلاء:

المعاصي والذنوب: هي السبب الرئيسي للبلاء، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].

الكفر والنفاق: من أسباب البلاء أيضًا، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَسَبُوا} [الأعراف: 96].

الظلم والبغي: من أسباب البلاء أيضًا، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ} [الأعراف: 94].

2. أنواع البلاء:

البلاء الدنيوي: وهو ما يصيب الإنسان في دنياه، مثل المرض والفقر والظلم.

البلاء الأخروي: وهو ما يصيب الإنسان في آخرته، مثل العذاب في النار.

3. حكم البلاء:

البلاء ابتلاء واختبار من الله تعالى لعباده، قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الروم: 40].

البلاء تكفير للذنوب ورفع للدرجات، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155-157].

البلاء نعمة من الله تعالى، قال تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].

4. كيفية التعامل مع البلاء:

الصبر: هو أولى ما يجب على المسلم فعله عند ابتلائه، قال تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].

الشكر: يجب على المسلم أن يشكر الله تعالى على ما ابتلاه به، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].

الدعاء: يجب على المسلم أن يدعو الله تعالى أن يكشف عنه البلاء، قال تعالى: {وَادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].

5. فضل الصبر على البلاء:

الصبر على البلاء سبب لدخول الجنة، قال تعالى: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177].

الصبر على البلاء سبب لرفع الدرجات، قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].

الصبر على البلاء سبب لمحبة الله تعالى، قال تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 22].

6. دعاء الصبر على البلاء:

اللهم صبرني على ما ابتليتني به.

اللهم ارزقني الصبر والسلوان.

اللهم اجعلني من الصابرين الشاكرين.

الخاتمة:

نسأل الله تعالى أن يعافينا مما ابتلى به غيرنا، وأن يقينا من شر ما قضى، وأن يرزقنا الصبر والسلوان، وأن يجعلنا من الصابرين الشاكرين.