اللهم عالم الغيب

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الله تعالى هو عالم الغيب والشهادة، يعلم ما كان وما يكون وما سيكون، يعلم السر وأخفى، لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وهو القادر على كل شيء.

أسماء الله الحسنى

ومن أسماء الله الحسنى “عالم الغيب والشهادة”، ومعنى هذا الاسم أن الله تعالى يعلم ما غاب عن العباد وعلمهم، ويعلم ما ظهر لهم، وهو بكل شيء عليم.

دلائل علم الله الغيب

وهناك العديد من الأدلة على علم الله تعالى بالغيب، منها:

علمه بالأسماء الحسنى والصفات العلى، فهو الذي أسماها لنفسه ووصف بها ذاته.

علمه بما كان وما يكون وما سيكون، فهو يعلم ما مضى وما حدث وما سيحدث إلى يوم القيامة.

علمه بالسر وأخفى، فهو يعلم ما تخفيه النفوس وما تضمره القلوب.

أنواع علم الله الغيب

وينقسم علم الله تعالى بالغيب إلى قسمين:

علمه بذاته وصفاته، وهذا علم لا يشاركه فيه أحد.

علمه بأفعال العباد وأقوالهم، وهذا علم يشاركه فيه الملائكة والأنبياء والرسل.

أهمية علم الله الغيب

ولعلم الله تعالى بالغيب أهمية كبيرة، منها:

أنه يدل على أنه قادر على كل شيء، فلا يعجز عن شيء.

أنه يدل على أنه حكيم في أفعاله، فلا يفعل شيئًا عبثًا.

أنه يدل على أنه عادل في أحكامه، فلا يظلم أحدًا.

من آثار علم الله الغيب

ومن آثار علم الله تعالى بالغيب:

أنه يبعث في نفوس المؤمنين الطمأنينة والسكينة، لأنهم يعلمون أن الله تعالى يعلم ما في نفوسهم وما يواجهون من مشاكل وهموم، وأنه قادر على مساعدتهم وفرج كربهم.

أنه يبعث في نفوس المؤمنين الخوف والخشية من الله تعالى، لأنهم يعلمون أنه يعلم كل شيء، وأنهم مسئولون أمامه عن أعمالهم وأقوالهم.

أنه يحفز المؤمنين على الإكثار من الدعاء إلى الله تعالى، لأنهم يعلمون أنه يعلم حاجاتهم ودعواتهم، وأنه قادر على إجابتها.

الخاتمة

وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يرزقنا علمًا نافعًا، وأن يجعلنا من الذين يعلمون الغيب، وأن يوفقنا إلى ما فيه الخير والصلاح، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.