بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم في هذا الصباح:
مقدمة:
“اللهم في هذا الصباح” هي عبارة قصيرة لكنها عميقة المعنى، يتوجه بها المسلم إلى الله تعالى في بداية يومه، ملتمسًا منه عونه وتوفيقه ورحمته. ففي كل صباح جديد نستيقظ فيه، نبدأ يومًا جديدًا مليئًا بالتحديات والفرص، ولا نعلم ما يخبئه لنا القدر. لذا، فإن اللجوء إلى الله تعالى والتقرب إليه في الصباح الباكر، هو أفضل ما يمكن أن نفعله لضمان يوم موفق ومبارك.
1. استغفار الله تعالى:
أول شيء يجب أن نفعله في الصباح هو الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”. فمهما كانت أخطاؤنا وذنوبنا، فإن باب التوبة مفتوح دائمًا أمامنا، ولا ييأس الله تعالى من عباده أبدًا.
– الاستغفار يمحو الذنوب ويرفع الدرجات: قال الله تعالى في سورة النصر: “فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من استغفر الله غفر الله له”.
– الاستغفار يجلب الرزق والبركة: قال الله تعالى في سورة نوح: “وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب”.
– الاستغفار يبعد الشيطان ويقربنا من الله تعالى: قال الله تعالى في سورة الأعراف: “وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن العبد إذا أذنب ذنبًا، ثم قام فتوضأ فأحسن الوضوء، ثم قام فصلى ركعتين، ثم استغفر الله غفر الله له”.
2. شكر الله تعالى:
بعد الاستغفار إلى الله تعالى، يجب أن نشكره على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، فكما قال الله تعالى في سورة إبراهيم: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ”.
– شكر الله تعالى يزيد من نعمه: قال الله تعالى في سورة سبأ: “وَلَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لم يشكر الناس لم يشكر الله”.
– شكر الله تعالى يبعث في النفس السعادة والرضا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أصبح وأمسى وقلبه شاكر لله، كان أعلى الناس درجة عند الله عز وجل”.
– شكر الله تعالى يجلب البركة في المال والصحة والولد: قال الله تعالى في سورة النمل: “وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من شكر ربه زاد الله له في العطاء”.
3. الدعاء إلى الله تعالى:
الدعاء هو من أعظم العبادات، وفيه يتوجه العبد إلى الله تعالى راجيًا منه قضاء حوائجه وتفريج كربه، قال الله تعالى في سورة غافر: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ”.
– الدعاء مستجاب بإذن الله تعالى: قال الله تعالى في سورة المؤمن: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”.
– الدعاء يغير القدر: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فادعوا الله وألحوا في الدعاء