مقدمة:
اللهم قدرا يشبه كرمك، جملة تتردد على ألسنة المؤمنين والداعين بالخير، وهي دعاء وتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يقدر لهم من الخير ما يشبه كرمه وفضله وجوده. ويحتوي هذا المقال على سبعة عناوين فرعية، بخمس فقرات لكل عنوان، تتناول مواضيع مختلفة تتعلق بالدعاء والتوكل على الله والثقة بقدرته وقدره.
أولًا: الدعاء والتوكل على الله:
الدعاء هو عبادة عظيمة، وهو أساس العلاقة بين العبد وربه. فالدعاء هو التوجه إلى الله تعالى بالكلام والتوسل إليه بالطلبات والرغبات. وقد حثنا الله ورسوله على الدعاء في العديد من الآيات والأحاديث. قال تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”.
ثانيًا: الثقة بقدرة الله وقدره:
الثقة بقدرة الله وقدره هي من أهم أركان الإيمان. فالله سبحانه وتعالى هو القادر على كل شيء، وهو الذي يقدر الأمور كما يشاء. قال تعالى: “الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل”. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله قدر المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة”.
ثالثًا: التسليم لقضاء الله وقدره:
التسليم لقضاء الله وقدره هو من علامات الإيمان الكاملة. فالمؤمن يسلم بقضاء الله وقدره، ويوقن أن ما أصاب العبد من خير أو شر فهو من عند الله تعالى. قال تعالى: “ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير”. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سره أن ينجيه الله من الكربات فليتوكل على الله وليعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه”.
رابعًا: الرضا بقضاء الله وقدره:
الرضا بقضاء الله وقدره هو من أعلى درجات الإيمان. فالمؤمن الراضي بقضاء الله وقدره لا يتذمر ولا يتشكى، بل يرضى بما قسمه الله تعالى له، ويوكل أمره إلى ربه. قال تعالى: “رضوا بأن قضى الله لهم وكان الله عليمًا حكيمًا”. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رضي بقضائي ورضي برزقي وأرضاه عن خلقي دخل الجنة”.
خامسًا: الدعاء بتيسير الأمور والأرزاق:
من الأدعية المأثورة عند المسلمين الدعاء بتيسير الأمور والأرزاق. فالدعاء بتيسير الأمور هو طلب من الله تعالى أن يسهل الأمور وييسرها وأن يجعلها ميسرة. أما الدعاء بالأرزاق فهو طلب من الله تعالى أن يرزق العبد من حيث لا يحتسب وأن يوسع عليه في الرزق. قال تعالى: “ويسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم”.
سادسًا: الدعاء بحسن الخاتمة:
الدعاء بحسن الخاتمة هو من أفضل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم. فحسن الخاتمة هو نهاية الحياة على خير وفي طاعة الله تعالى. قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون”. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من مات على غير دين الإسلام مات ميتة جاهلية”.
سابعًا: الدعاء بالرحمة والمغفرة:
الدعاء بالرحمة والمغفرة هو من الأدعية المهمة التي يجب على المسلم أن يدعو بها دائمًا. فالله تعالى هو الرحمن الرحيم، وهو الذي يغفر الذنوب ويستر العيوب. قال تعالى: “والله غفور رحيم”. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تاب تاب الله عليه”.
الخلاصة:
الدعاء هو عبادة عظيمة، وهو أساس العلاقة بين العبد وربه. لذلك وجب على المسلم أن يكثر من الدعاء إلى الله تعالى ويسأله من فضله وكرمه. كما يجب على المسلم أن يتوكل على الله ويثق بقدرته وقدره، وأن يسلم لقضائه وقدره، وأن يرضى بما قسمه الله تعالى له. ومن الأدعية المأثورة عند المسلمين الدعاء بتيسير الأمور والأرزاق، والدعاء بحسن الخاتمة، والدعاء بالرحمة والمغفرة.