اللهم ارزقنا الرضا

اللهم ارزقنا الرضا

اللهم ارزقنا الرضا

المقدمة:

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد،،

فإن من أهم ما يسعى إليه المرء في حياته هو تحقيق السعادة والرضا، ولا شك أن الرضا بقضاء الله وقدره هو أحد أهم عوامل السعادة، بل هو أساسها ومتينها، فإذا رضينا بقضاء الله وقدره، وتقبلنا جميع ما يأتينا منه بصدر رحب ونفس راضية، فإننا نكون قد حققنا السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة.

أهمية الرضا بقضاء الله وقدره:

1. الرضا بقضاء الله وقدره هو عبادة:

الرضا بقضاء الله وقدره هو عبادة من العبادات التي أمرنا الله تعالى بها، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وقال تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 3]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رضي عن الله تعالى رضى الله عنه) [رواه الترمذي].

2. الرضا بقضاء الله وقدره هو سبب لرفع البلاء:

ال رضا بقضاء الله وقدره هو سبب لرفع البلاء، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 155-156]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صبر على البلاء كتب الله له سبعين حسنة) [رواه النسائي].

3. الرضا بقضاء الله وقدره هو سبب لدخول الجنة:

الرضا بقضاء الله وقدره هو سبب لدخول الجنة، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأحقاف: 13-14]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رضي عن الله تعالى رضى الله عنه، وأدخله الجنة) [رواه الترمذي].

كيفية تحقيق الرضا بقضاء الله وقدره:

1. الإيمان بالله تعالى:

أولى خطوات تحقيق الرضا بقضاء الله وقدره هو الإيمان بالله تعالى، والإيمان بأنه هو الحكيم العليم، الذي يعلم ما لا نعلم، ويعلم ما هو خير لنا، قال الله تعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].

2. التسليم لقضاء الله وقدره:

بعد الإيمان بالله تعالى، لا بد من التسليم لقضائه وقدره، والقبول به بصدر رحب ونفس راضية، قال الله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَ الأَمْرُ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليتق الله وليصله رحمه) [رواه أحمد].

3. الصبر على البلاء:

لا بد من الصبر على البلاء، والتجلد على المصائب والشدائد، قال الله تعالى: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يُصِيبُكَ إِنَّهُ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [لقمان: 17]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) [رواه البخاري].

4. الدعاء إلى الله تعالى:

اجعل الدعاء الى الله تعالى من أجل الرضا بقضاء الله وقدره، ومن أهم ما يمكننا الدعاء به قوله تعالى: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ) [رواه البخاري].

5. التأمل في نعم الله تعالى:

التأمل في نعم الله تعالى، وشكرها والثناء عليها، فذلك من أهم أسباب تحقيق الرضا بقضاء الله وقدره، قال الله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم) [رواه مسلم].

6. الابتعاد عن الحسد:

الحسد من أهم أسباب الشعور بعدم الرضا بقضاء الله وقدره، قال الله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 5]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) [رواه أبو داود].

الرضا بقضاء الله وقدره في المصائب:

عندما تصيب المرء مصيبة، لا بد أن يتذكر أن هذه المصيبة هي من عند الله تعالى، وأنها خير له في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) [رواه الترمذي].

أضف تعليق