اللهم لك الحمد إذا رضيت
مقدمة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
اللهم لك الحمد إذا رضيت، عبارة شائعة بين المسلمين، تُقال في حالات الرضا والقبول، سواءً كانت هذه الحالات على الصعيد الشخصي أو العام. وهي من الأدعية التي وردت في السنة النبوية، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح وحين يمسي: اللهم لك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد إذا غضبت، ولك الحمد في كل حال، غفر الله له”.
مدح الحمد لله
1. الحمد لله أصل العبادة:
الحمد لله هو أصل العبادة وأساسها، وهو من أجل الأعمال وأعظم القربات، قال تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 21].
الحمد لله هو ثناء عليه سبحانه وتعالى بجميع أسمائه وصفاته العظيمة، وهو إقرار بنعمه الظاهرة والباطنة.
الحمد لله هو مفتاح أبواب الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة إلا من قال: الحمد لله”.
2. الحمد لله من أسباب المغفرة:
الحمد لله من أسباب مغفرة الذنوب والخطايا، قال تعالى: ﴿وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المزمل: 20].
الحمد لله من أسباب رفعة الدرجات في الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح وحين يمسي: اللهم لك الحمد على كل نعمة أنعمت بها عليَّ وعلى أحد من خلقك، والحمد لله على الإسلام، والحمد لله على النعمة، غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر”.
الحمد لله من أسباب نيل محبة الله عز وجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الأعمال إلى الله أن تحمد الله على الشراء مثل الذي يبخس الثمن”.
3. الحمد لله من أسباب النصر والتمكين:
الحمد لله من أسباب نصر المؤمنين وتمكينهم في الأرض، قال تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7].
الحمد لله من أسباب هزيمة الأعداء وكسر شوكتهم، قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [الأنفال: 30].
الحمد لله من أسباب فتح أبواب الرزق والبركة، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [الأنفال: 26].
4. الحمد لله من أسباب دفع البلاء والفتن:
الحمد لله من أسباب دفع البلاء والفتن عن المؤمنين، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [الأعراف: 96].
الحمد لله من أسباب نزول الرحمات والبركات، قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُحْيِيَ بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ [الروم: 24].
الحمد لله من أسباب دفع الشيطان الرجيم ومكائده، قال تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [فاطر: 6].
5. الحمد لله من أسباب زيادة الإيمان والثبات:
الحمد لله من أسباب زيادة الإيمان والثبات على الدين، قال تعالى: ﴿وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قُلْبِي﴾ [البقرة: 260].
الحمد لله من أسباب توفيق الله عز وجل للعبد في دينه ودنياه، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ [الطلاق: 4].
الحمد لله من أسباب حصول العبد على السعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ مُتَكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الواقعة: 10-23].
6. الحمد لله من أسباب شكر النعم:
الحمد لله هو من أسباب شكر النعم، قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: 7].
الحمد لله هو من أسباب زيادة النعم، قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إ