اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،،،

فإن من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ويستجلب بها الخير والتوفيق في الدنيا والآخرة، هو أن يحمده على نعمه الظاهرة والباطنة، الجليلة والدقيقة، وأن يستكثر من شكر الله على نعمه وإحسانه.

ومن أفضل وأعظم الأدعية التي يمكن للعبد أن يدعو بها ربه، هو الدعاء الذي علمه لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو: “اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا”.

1. معنى اللهم لك الحمد حتى ترضى:

المراد بـ “اللهم” هو اسم من أسماء الله تعالى، وهو من أسماء النداء والإقبال، ويستحب أن يبدأ به الدعاء، فكلمة “اللهم” تقتضي إقبال العبد على الله تعالى، واستحضاره في قلبه، وتوجهه إليه بقلبه وبدنه، وإخلاص الدعاء له وحده لا شريك له.

أما قوله “لك الحمد”، فالمراد به حمد الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة، الجليلة والدقيقة، ومنها نعمة الوجود، ونعمة الحياة، ونعمة العقل، ونعمة الإيمان، ونعمة الإسلام، ونعمة القرآن، ونعمة الصلاة، ونعمة الزكاة.. وغيرها من النعم التي لا تحصى ولا تعد.

ويستحب أن يكثر العبد من قول “الحمد لله”، في كل وقت وحين، سواء كان في حال الرخاء أو في حال الشدة، فالحمد لله على كل حال، فإذا أصابه شيء من البلاء أو المصيبة، فليحمد الله على ما ابتلاه به من المصائب، وليرضى بقضاء الله، ويستسلم لأمره.

2. معنى اللهم لك الحمد إذا رضيت:

المراد بـ “اللهم لك الحمد إذا رضيت”، هو أن يحمد الله تعالى على رضاه وقبوله لعبادة العبد وعمله الصالح، وأن يمتن الله تعالى على عباده برضاه عنهم وقبوله لعملهم، ويدخلهم الجنة بفضله ورحمته.

ومن علامات رضا الله تعالى عن عبده، أن يوفقه لطاعته وعبادته، وأن ينعم عليه بالخيرات والبركات في الدنيا والآخرة، وأن يعصمه من الزلل والخطأ، وأن يغفر له ذنوبه وخطاياه.

3. معنى اللهم لك الحمد بعد الرضا:

المراد بـ “اللهم لك الحمد بعد الرضا”، هو أن يستمر العبد في حمد الله تعالى بعد أن يرضى عنه، ويدخله الجنة، وأن يمتد حمد العبد لله تعالى إلى ما لا نهاية له، وأن يكون حمد العبد لله تعالى لا ينقطع ولا ينتهي أبدًا.

4. فضل قول “اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا”:

للدعاء بقول “اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا”، فضل عظيم وثواب كبير، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يمسي وحين يصبح: اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا، غفر له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر”.

وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يمسي وحين يصبح: اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا، أعطي من الأجر عشر حسنات”.

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من قال حين يمسي وحين يصبح: اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا، قبل منه صلاته وصيامه”.

5. آداب قول “اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا”:

يجب على المسلم أن يكون ذا آداب عند دعائه لله تعالى بقول “اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا”، ومن هذه الآداب:

– أن يكون العبد على يقين بأن الله تعالى هو وحده المستحق للحمد والثناء، وأن نعمه لا تحصى ولا تعد.

– أن يكون العبد ذا صدق وإخلاص في دعائه، وأن يكون قلبه متوجهًا إلى الله تعالى وحده لا شريك له.

– أن يكون العبد ذا خشوع ووقار عند دعائه، وأن يكون ذا صوت منخفض.

– أن يكون العبد مستقبلًا القبلة عند دعائه.

– أن يرفع العبد يديه عند دعائه، ويبسطهما إلى السماء.

– أن يكون العبد ذا رجاء في إجابة دعائه، وذا ثقة بأن الله تعالى سيقبل دعاءه ويستجيب له.

6. وقت قول “اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا”:

يستحب قول “اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا”، في أوقات كثيرة، ومنها:

– عند الاستيقاظ من النوم.

– عند دخول المسجد.

– عند الخروج من المسجد.

– عند البدء في الصلاة.

– عند الانتهاء من الصلاة.

– عند قراءة القرآن الكريم.

– عند سماع الأذان.

– عند رؤية الكعبة المشرفة.

– عند زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.

– عند الحج أو العمرة.

– عند رؤية أي نعمة من نعم الله تعالى.

7. كيفية قول “اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا”:

يقول العبد “اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا”، ويكررها ثلاث مرات، أو أكثر، ويجوز قولها جهرًا أو سرًا.

الخاتمة:

ختامًا،،،

فإن قول “اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا”، من أفضل الأدعية التي يمكن للعبد أن يدعو بها ربه، لما له من فضل عظيم وثواب كبير، ولما فيه من آداب عظيمة يجب على المسلم مراعاتها عند دعائه لله تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *