مقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،،،
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياه نعبد وإياه نستعين، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى، اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرًا مما نقول، اللهم لك الحمد عدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك.
الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة
الحمد لله على نعمة الإسلام، دين الحق الذي ارتضاه الله لعباده، وجعله خاتم الرسالات، وهو دين الفطرة الذي يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وإلى الإيمان بالرسل والكتب السماوية، وإلى العمل الصالح.
الحمد لله على نعمة الأمن والأمان، التي تجعلنا نعيش في سلام واطمئنان، ونستمتع بحقوقنا وحرياتنا.
الحمد لله على نعمة الصحة والعافية، التي تمكننا من أداء أعمالنا وواجباتنا، والاستمتاع بالحياة.
الحمد لله في السراء والضراء
إن الحمد لله عز وجل في السراء والضراء، في الشدة والرخاء، في الصحة والمرض، في الفرح والحزن، هو من صفات المؤمنين الصادقين، الذين يتوكلون على الله ويحسنون الظن به، ويعلمون أن ما يصيبهم في الدنيا هو خير لهم، وأن الله تعالى هو الحكيم العليم، الذي يعلم ما لا يعلمون.
فإذا أصيب المؤمن بمصيبة، أو ابتلي بمرض، أو تعرض لكرب أو حزن، فعليه أن يحمد الله على ما أصابه، وأن يصبر ويحتسب، فإن الله تعالى يقول: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)[البقرة: 155 – 157].
إن الحمد لله في السراء والضراء، هو من أسباب زيادة الإيمان والثبات على الدين، وهو من أسباب رفع الدرجات في الجنة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلُّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)[مسلم].
الحمد لله على كل حال
خلق الله تعالى الإنسان في الدنيا خليفة له، وجعله فيها مستخلفًا، وامتحنه فيها بالشدائد والرخاء، وبالسراء والضراء، وبالمرض والصحة، وبالمال والفقر، وبالمناصب العليا والدنيا، وبجميع أحوال الحياة، ليميز الخبيث من الطيب، وليظهر المؤمن الصادق من الكافر المنافق.
فإن المؤمن الصادق يحمد الله على كل حال، في الغنى والفقر، في الصحة والمرض، في السراء والضراء، يعلم أن الدنيا دار ابتلاء واختبار، وأن الآخرة هي دار الجزاء، وأن ما يصيبه في الدنيا هو خير له، وإن كان فيه شقاء وحرج، فإن الله تعالى يقول: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)[الأنبياء: 35].
إن الحمد لله على كل حال، هو من صفات عباد الرحمن، الذين وصفهم الله تعالى بقوله: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)[البقرة: 155 – 157].
الحمد لله في الشدة والرخاء
عندما يواجه المؤمن شدة أو بلاءً، فعليه أن يتذكر أن هذه الشدة هي ابتلاء من الله تعالى، وأنها خير له، لأنها تمحو عنه سيئاته، وترفع درجته في الجنة، وتكفر عنه خطاياه.
كما عليه أن يتذكر أن هذه الشدة ستزول بإذن الله تعالى، وأن بعد العسر يسراً، وبعد الضيق فرجاً.
فعليه أن يحسن الظن بالله تعالى، وأن يدعوه ويسأله الفرج والتيسير، وأن يصبر ويحتسب، فإن الله تعالى يقول: (وَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)[الشرح: 5 – 6].
الحمد لله في الصحة والمرض
عندما ينعم المؤمن بالصحة والعافية، فعليه أن يحمد الله تعالى على هذه النعمة العظيمة، وأن يشكره عليها، وأن يستغلها في طاعة الله تعالى، وفي أداء الواجبات، وفي فعل الخيرات.
وإذا ابتلي المؤمن بالمرض، فعليه أن يحمد الله تعالى، وأن يصبر ويحتسب، ويعلم أن هذا المرض هو كفارة لذنوبه، ورفعة لدرجته في الجنة.
فعليه أن يتوكل على الله تعالى، وأن يدعوه ويسأله الشفاء والعافية، وأن يلجأ إلى الأسباب المشروعة في العلاج، فإن الله تعالى يقول: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)[الشعراء: 80].
الحمد لله في الغنى والفقر
عندما يرزق المؤمن بالمال والغنى، فعليه أن يحمد الله تعالى على هذه النعمة العظيمة، وأن يشكره عليها، وأن يستغلها في طاعة الله تعالى، وفي أداء الواجبات، وفي فعل الخيرات.
وإذا ابتلي المؤمن بالفقر، فعليه أن يحمد الله تعالى، وأن يصبر ويحتسب، ويعلم أن هذا الفقر هو ابتلاء من الله تعالى، وأن الله تعالى سيعوضه عنه في الآخرة.
فعليه أن يتوكل على الله تعالى، وأن يدعوه ويسأله الرزق الحلال، وأن يلجأ إلى الأسباب المشروعة في الكسب، فإن الله تعالى يقول: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)[الطلاق: 2 – 3].
ختام
إن الحمد لله عز وجل في كل حال هو من صفات المؤمنين الصادقين، الذين يعلمون أن الدنيا دار ابتلاء واختبار، وأن الآخرة هي دار الجزاء، وأن ما يصيبهم في الدنيا هو خير لهم، وإن كان فيه شقاء وحرج.
لذلك فإن الحمد لله على كل حال، هو من أسباب زيادة الإيمان والثبات على الدين، وهو من أسباب رفع الدرجات في الجنة، ومن علامات محبة الله تعالى للعبد، ولذلك فإن الله تعالى يقول: (وَإِنْ تَكْ