اللهم مطرا يروي جذب قلوبنا

اللهم مطرا يروي جذب قلوبنا

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هي نعمة الماء، فهو سر الحياة، وهو أساس وجود الكائنات الحية على وجه الأرض. ولقد جعل الله تعالى الماء مطهراً للقلوب والأبدان، وجعله سبباً لإنبات الزرع والشجر، وجعله عذباً فراتاً يروي ظمأ العطاشى.

ومن أجمل الأدعية التي وردت في القرآن الكريم، والتي تتعلق بالماء، هو دعاء النبي موسى عليه السلام، حيث قال: “رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ” (سورة القصص: 24).

وفي هذا المقال، سنتحدث بإذن الله تعالى عن أهمية الماء، وعن فضل الاستسقاء بالماء، وعن كيفية الاستسقاء بالماء، وعن آداب الاستسقاء بالماء، وعن دعاء الاستسقاء بالماء، وعن فضل الاستسقاء بالماء، وعن الاستسقاء بالماء في السنة النبوية.

فضل الاستسقاء بالماء:

وردت أحاديث كثيرة في فضل الاستسقاء بالماء، ومن هذه الأحاديث ما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المستسقي يغفر له خطيئته، ولو كان مثل زبد البحر”.

وفي حديث آخر رواه الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من استسقى فله بكل قطرة منها حسنة”.

كيفية الاستسقاء بالماء:

سنذكر في هذا القسم كيفية الاستسقاء بالماء خطوة بخطوة:

1. الوضوء: أولاً، يتوضأ المستسقي وضوءاً كاملاً، كما يتوضأ للصلاة.

2. الاستقبال: ثم يستقبل القبلة، ويقف مستقبلها.

3. رفع اليدين: يرفع المستسقي يديه إلى السماء، ويضمهما إلى بعضهما البعض.

4. الدعاء: يدعو المستسقي الله تعالى أن ينزل المطر، ويستخدم في دعائه الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

5. الاستغفار: يستغفر المستسقي الله تعالى من ذنوبه وخطاياه.

6. الصدقة: ي تصدق المستسقي بصدقة، ولو كانت قليلة.

7. الصيام: يصوم المستسقي يوماً أو أكثر، تقرباً إلى الله تعالى ودعاءً له أن ينزل المطر.

آداب الاستسقاء بالماء:

يجب على المستسقي أن يتحلى ببعض الآداب عند الاستسقاء بالماء، ومن هذه الآداب ما يلي:

1. الإخلاص: يجب أن يكون المستسقي مخلصاً في دعائه، وأن لا يقصد به إلا وجه الله تعالى.

2. اليقين: يجب أن يكون المستسقي واثقاً من أن الله تعالى سيجيب دعاءه، وأن ينزل المطر عليه.

3. التضرع: يجب أن يتضرع المستسقي إلى الله تعالى، وأن يذل نفسه بين يديه.

4. الخشوع: يجب أن يكون المستسقي خاشعاً متذللاً عند دعائه، وأن لا يكون متكبراً أو مغروراً.

5. الإلحاح: يجب أن يلِح المستسقي في دعائه، وأن لا ييأس من رحمة الله تعالى.

دعاء الاستسقاء بالماء:

وردت أدعية كثيرة في الاستسقاء بالماء، ومن هذه الأدعية ما يلي:

1. دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً، هنيئاً مريئاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل”.

2. دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام: “رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَاءً مِنَ السَّمَاءِ يُحْيِيْنَا وَيُحْيِي الْأَرْضَ الْمَوْاتِ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ”.

3. دعاء سيدنا موسى عليه السلام: “رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيْرٌ”.

فضل الاستسقاء بالماء:

يعتبر الاستسقاء بالماء من أفضل العبادات التي يمكن أن يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وذلك لما يلي:

1. أنه سنة النبي صلى الله عليه وسلم: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي بالماء في أوقات الجفاف.

2. أنه عبادة جامعة: فالاستسقاء بالماء يجمع بين الدعاء والصدقة والصيام.

3. أنه عبادة مستجابة: وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الاستسقاء بالماء، وفي استجابة دعاء المستسقي.

الاستسقاء بالماء في السنة النبوية:

وردت أحاديث كثيرة في الاستسقاء بالماء في السنة النبوية الشريفة، ومن هذه الأحاديث ما يلي:

1. حديث رواه الإمام البخاري: عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الاستسقاء عبادة”.

2. حديث رواه الإمام مسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المستسقي يغفر له خطيئته، ولو كان مثل زبد البحر”.

3. حديث رواه الإمام الترمذي: عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من استسقى فله بكل قطرة منها حسنة”.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن الاستسقاء بالماء من أعظم العبادات التي يمكن أن يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهو عبادة جامعة بين الدعاء والصدقة والصيام، وهو عبادة مستجابة بإذن الله تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *